وفد أمني سوداني يلغي زيارة لإسرائيل

التطبيع مع إسرائيل لا يزال قضية خلافية في السودان الذي يمر بمرحلة انتقالية سياسية حساسة عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.
الحكومة السودانية قبلت دعوة لزيارة إسرائيل، لكن الخطط تغيرت لاحقا
التطبيع بين السودان وإسرائيل يراوح مكانه منذ توقيع أو اتفاق لإقامة علاقات ثنائية

الخرطوم - ألغى وفد أمني سوداني زيارة كانت مقررة الأسبوع المقبل لإسرائيل، فيما تبقى قضية التطبيع قضية خلافية في السودان الذي نفى اليوم الجمعة صحة تقارير أفادت بأنه سيرسل أول وفد له إلى تل أبيب بعد شهور من إعلان اتفاق لإقامة علاقات ثنائية، لكن مسؤولان سودانيان قالا إن الخرطوم ألغت الزيارة.

وقالت مصادر في وقت سابق إن وفدا سودانيا يضم مسؤولين من الأمن والمخابرات سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل.

ووافق السودان على اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي في اتفاق توسطت فيه إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. وصوت مجلس الوزراء السوداني هذا الشهر بالموافقة على إلغاء قانون يعود لعام 1958 كان يقضي بمقاطعة إسرائيل.

والقضية خلافية في السودان الذي يمر بمرحلة انتقالية سياسية حساسة عقب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في 2019.

وقال مسؤولان سودانيان إن الحكومة السودانية قبلت دعوة لزيارة إسرائيل، لكن الخطط تغيرت في ما بعد. ولم يقدما تفسيرا لهذا التغيير.

ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن جهاز المخابرات العامة نفيه "صحة الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي حول زيارة وفد أمني لدولة إسرائيل ونفى صدور توجيهات بذلك". كما نفى مجلس الدفاع والأمن السوداني ذلك أيضا.

وتم عقد الاتفاق لتطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل ضمن عدد من اتفاقات التطبيع شملت الإمارات والبحرين والمغرب، كما جرى الاتفاق بالتزامن مع موافقة الولايات المتحدة على إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

واعتبر كثيرون أن الجيش في السودان هو الذي قاد الخطوة، بينما اتسم موقف الجماعات المدنية التي يتقاسم معها السلطة في البلاد بالتردد وقالت إن الاتفاق يجب أن يحظى بموافقة البرلمان الانتقالي الذي لم يتشكل بعد.

وكان السودان قد وقع مع الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي قبل أسابيع قليلة من مغادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب "اتفاقات ابراهام" التي وافقت بموجبها السلطة الانتقالية على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

وكتبت السفارة الأميركية الخرطوم حينها في تغريدة على حسابها بتوتير "نهنئ الحكومة الانتقالية على توقيعها إعلان اتفاقات ابراهام، التي من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية".

وأضافت أن "الاتفاق يسمح للسودان وإسرائيل والدول الأخرى الموقعة على اتفاقات ابراهام بناء ثقة متبادلة وزيادة التعاون في المنطقة".

وأكد السودان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي أن وفدا إسرائيليا أجرى زيارة "ذات طابع فني عسكري" للخرطوم، مشيرا حينها إلى أن محادثات التطبيع "متوقفة".

ونقلت قناة 'الحرة' الناطقة بالعربية ومقرها الولايات المتحدة عن المتحدث باسم مجلس السيادة الانتقالي السوداني محمد الفكي سليمان قوله إن الزيارة "كانت ذات طابع فني عسكري" مشيرا إلى أنه "لم نعلن عنها في وقتها لأنها ليست زيارة كبيرة أو ذات طابع سياسي ولذلك الحديث عنها لم يأخذ حيزا كبيرا على مستوى مجلسي السيادة والوزراء".

وأكد أن المحادثات بشأن تطبيع العلاقات "مع الجانب الإسرائيلي متوقفة، لأن هناك التزامات سياسية واقتصادية منذ النقاش الأولي لم يتم الوفاء بها".

وفي ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، أعلنت الولايات المتحدة شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وإعادة الحصانة السيادية له.

وجاء الإعلان حينها عن توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالتزامن مع توقيع الخرطوم مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأميركية لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أزيد من مليار دولار سنويا.