وفد حوثي يستنجد بخامنئي في طهران

إيران سخرت كل امكانياتها لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة والطائرات المسيرة منذ انقلابهم على الشرعية في اليمن.

طهران - تعهد علي خامنئي، المرشد الإيراني بمواصلة دعم الجمهورية الإسلامية للميليشيات الحوثية في اليمن خلال لقائه وفدا من الحوثيين أمس الثلاثاء في طهران.

وقالت وكالة تسنيم للأنباء شبه الرسمية في إيران، إن علي الخامنئي استقبل الثلاثاء، المتحدث باسم جماعة "انصار الله" الحوثية محمد عبدالسلام والوفد المرافق له في العاصمة طهران.

وأضافت أن خامنئي تسلم خلال لقاء المتحدث باسم الحوثيين الذين تدعمهم إيران، رسالة من زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي دون ذكر مزيد من التفاصيل.

ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله، خلال الاجتماع "أعلن دعمي لمقاومة رجال ونساء اليمن المؤمنين".

ومجّد المرشد الإيراني الميليشيات الحوثية، الذين تدعمهم إيران بالسلاح والصواريخ والمال، ووعدهم بالنصر، كما قدم التعازي بمناسبة مقتل إبراهيم الحوثي شقيق عبدالملك، ومدح أسرة الحوثي.

وتعد زيارة وفد الحوثيين إلى طهران الأولى من نوعها التي تتم بشكل علني ويعترف فيها النظام الإيراني بدعمه رسميا للميليشيات الإرهابية في اليمن، حيث كانت إيران تنفي باستمرار اتهامات الولايات المتحدة وحلفائها بدعم النظام الإيراني العسكري والمالي لميليشيا الحوثي.

ووصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقا اللقاء الذي جمع الوفد الحوثي بالمرشد الإيراني بآنه اثبات على "أن الحوثيين يعملون كوكلاء لإيران".

وكتب قرقاش في تغريدة على تويتر "لطالما بحثت عن تسمية مناسبة لعلاقة الحوثيين بإيران، لكن بعد لقاء قيادتهم مع آية الله خامنئي الأمر أصبح أكثر وضوحا، بياناتهم أظهرت بوضوح ولاء الحوثيين كوكلاء، وهذا هو الاسم الصحيح لعلاقاتهم".

وسخرت إيران كل امكانياتها لتزويد الحوثيين بالصواريخ والأسلحة والطائرات المسيرة منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014، حيث أقام الحرس الثوري الإيراني جسرا جويا بين طهران وصنعاء لتزويد الميليشيا بالسلاح عن طريق الطيران المدني تحت غطاء المساعدات الإنسانية.

وتخوض إيران حربا بالوكالة عبر ميليشياتها في عدة دول عربية وتؤمن لهم الصواريخ والطائرات المسيرة بهدف زعزعة استقرار المنطقة خلافاً لما تنص عليه القرارات الدولية.

وكانت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، قد اصطحبت 12 سفيراً أجنبياً من مجلس الأمن في جولة في 29 كانون الثاني/يناير 2018، للاطلاع على الأدلة التي تثبت تسليح إيران للحوثيين في اليمن.

ووفقا لتقرير للأمم المتحدة فإن الميلشيات الحوثية الإرهابية ما زالت تتزود بصواريخ بالستية وطائرات بلا طيار لديها خصائص مماثلة للأسلحة المصنعة في إيران.

وبموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة لإقرار الاتفاق النووي الإيراني الموقع مع قوى عالمية والذي انسحبت منه واشنطن، يحظر على طهران إمداد وبيع ونقل الأسلحة خارج البلاد إلا بموافقة من مجلس الأمن الدولي. كما يحظر قرار منفصل صادر عن الأمم المتحدة بشأن اليمن إمداد الحوثيين بالأسلحة.

وفي نوفمبر الماضي، عرضت الولايات المتحدة أجزاء من أسلحة إيرانية كانت بأيدي الميليشيات الحوثية ومسلحين في أفغانستان في استمرار لأسلوب تنتهجه طهران للتدخل في الشؤون الداخلية لزعزعة استقرار دول الإقليم.

ويقاتل التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة الحكومة الشرعية في اليمن ضد ميليشيا الحوثي منذ 2015 لإنهاء حرب أودت بحياة عشرات الألوف ودفعت البلد الفقير إلى شفا المجاعة.

وأدت تضييق الخناق وتقدم قوات التحالف الميداني في المحافظات اليمنية إلى لجوء الميليشيات الحوثية إلى تصعيد هجماتها في الفترة الأخيرة على أهداف مدنية داخل السعودية.

وتأتي زيارة الوفد الحوثي إلى طهران في وقت حساس تخشى فيه الجماعة المسلحة انفراط عقدها بسبب خلافات داخلية وصراعات عميقة بين القيادات على تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ كانت سببا في اغتيال شقيق زعيمهم الأسبوع الماضي.