وفد عمّاني إلى صنعاء لكسر جمود المفاوضات اليمنية

وزارة الخارجية العمانية تجري مباحثات مع المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندر كينغ بشأن جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
غروندبرغ يدعو إلى الامتناع عن الخطاب التصعيدي واستخدام قنوات الحوار

صنعاء - وصل وفد عماني إلى العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الخميس لإجراء مباحثات مع جماعة الحوثي بهدف استئناف المفاوضات مع الحكومة الشرعية بعد أن وصلت إلى طريق مسدود، نتيجة التصعيد الذي انتهجه المتمردون خلال الآونة الأخيرة بتكثيف تحركاتهم العسكرية العدوانية لإرباك الوضع الأمني، مهدّدين بذلك جهود إحلال السلام، في ظل التطورات الأخيرة في المنطقة خاصة المصالحة الخليجية الإيرانية.

وقالت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين إن "وفد وساطة عماني وصل إلى مطار صنعاء الدولي برفقة رئيس الوفد التفاوضي بالجماعة محمد عبدالسلام".
وقال عبدالسلام في تغريدة إنه وصل مع وفد عماني إلى صنعاء "للتشاور مع القيادة وتقييم المرحلة واستئناف العملية التفاوضية وفي مقدمتها معالجة الملفات الإنسانية" دون المزيد من التفاصيل.

وتزامنا مع ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العمانية إجراء مباحثات مع المبعوث الأميركي لليمن تيم ليندر كينغ بشأن جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وقالت في تغريدة عبر منصة "إكس" إن وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية العماني خليفة الحارثي بحث مع ليندر كينغ "تطورات القضية اليمنية والجهود التي تبذلها الأطراف المختلفة للتوصل إلى حل سياسي شامل يخدم مصلحة الشعب اليمني وأمن واستقرار المنطقة". غير أنها لم تذكر موعد وصول المسؤول الأميركي إلى مسقط ولا مدة زيارته.

وأعلن المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ أن مكتبه يعمل على دعوة أطراف النزاع للاجتماع من أجل "معالجة بعض الأولويات العاجلة والتحرك لتسوية مستدامة" للصراع في البلاد، وفق إحاطة قدمها إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء، خلال جلسة ناقشت تطورات أزمة اليمن.
وقال غروندبرغ إن أطراف النزاع "تواصل إظهار الاستعداد للبحث عن الحلول، إلا أنه لا زالت هناك حاجة إلى ترجمة ذلك إلى خطوات ملموسة وخصوصا الاتفاق على طريق للتقدم يشمل إعادة بدء عملية سياسية يمنية جامعة".
وأضاف "لن يكون هناك تحسن مستدام للوضع ما لم تجتمع الحكومة وجماعة الحوثي لمناقشة الحلول المستدامة للتحديات الاقتصادية والمالية لليمن والاتفاق عليها".
وتابع "يعمل مكتبي على دعوة الأطراف إلى الاجتماع لمعالجة بعض أولوياتهم العاجلة لبناء الثقة والتحرك نحو تسوية سياسية شاملة ومستدامة في البلاد".
ولفت إلى أنه "رغم انتهاء الهدنة، لم تعد الأعمال العدائية إلى مستويات ما قبل الهدنة.. استمر القتال المتقطع وتبادل إطلاق النار على بعض الجبهات خاصة في ‎تعز والضالع (جنوب غرب) ومأرب (وسط) والحديدة (غرب) وشبوة (جنوب) وصعدة (شمال) وهناك تهديدات علنية بالعودة إلى الحرب".
ودعا المبعوث الأممي الأطراف اليمنية إلى "الامتناع عن الخطاب التصعيدي ومواصلة استخدام قنوات الحوار التي أنشأت بموجب الهدنة من خلال لجنة التنسيق العسكرية والبناء على هذه القنوات لخفض تصعيد الحوادث".

ومنذ أشهر يشهد اليمن تهدئة من حرب بدأت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها صنعاء (شمال) منذ 2014.
وتتكثف منذ فترة مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، شملت زيارات لوفود سعودية وعمانية إلى صنعاء، إضافة إلى تحركات أممية ودولية متعددة للدفع بعملية السلام.
وتتصاعد بين اليمنيين آمال بإحلال السلام منذ عودة العلاقات بين السعودية وإيران بوساطة الصين، ما أنهى قطيعة بين البلدين استمرت 7 سنوات.