وفد من حماس في القاهرة لبحث المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة

الوفد سيلتقي مع المسؤولين في مصر للتشاور حول تطورات الوضع وما وصلت إليه الجهود لتنفيذ اتفاق وقف النار وما يتعلق ببدء المرحلة الثانية.

القاهرة - وصل وفد من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" إلى القاهرة اليوم الجمعة لبحث إجراءات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ودفع المفاوضات للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق.

وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر في بيان إن "اللقاءات المصرية المكثفة مع قيادات حماس والاتصالات مع الجانبين الأميركي والقطري تأتي لاستكمال اتفاق وقف إطلاق النار والدخول بالمرحلة الثانية منه".

وقال مسؤول مصري إن "الوفد سيلتقي السبت مع المسؤولين في مصر للتشاور حول تطورات الوضع وما وصلت إليه الجهود لتنفيذ اتفاق وقف النار وما يتعلق ببدء المرحلة الثانية".

وامتدت المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وأتاحت عودة 33 من الرهائن الى إسرائيل بينهم ثمانية قتلى، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وخطف خلال هجوم حماس 251 شخصا، من بينهم 58 لا يزالون في غزة، وتقول إسرائيل إن 34 من بين هؤلاء قتلوا.

ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أميركي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، كما هددت بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف الحرب.

وفي محاولة واضحة للضغط على إسرائيل، نشرت حماس فيديو يظهر فيه الجندي الإسرائيلي ماتان أنجريست، وهو واحد من 59 رهينة من الإسرائيليين والأجانب لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.

ولم يتضح ما إذا كانت المحادثات بخصوص إطلاق سراح الرهائن المتبقين واستكمال الانسحاب الإسرائيلي ستمضي قدما، على الرغم من ضغوط الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي طالب حماس بتسليم بقية الرهائن أو مواجهة عواقب وخيمة.

ويتفقد القائد الجديد للجيش الإسرائيلي إيال زامير قواته منذ أن تولى المنصب قبل أيام ويقول إنها مستعدة للعودة للمعارك في قطاع غزة إذا تلقت أمرا بذلك.

وقالت وزارة الصحة بالقطاع ومسؤولون في مستشفى الأهلي إن شخصين قتلا في غارة بطائرة مسيرة اليوم الجمعة في منطقة الشجاعية بمدينة غزة. وأسفر حادث مماثل أمس الخميس عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال الجيش إن القصف استهدف أيضا أفرادا شوهدوا وهم يزرعون قنبلة بالقرب من القوات الإسرائيلية.

وفي القدس، شهد أول يوم جمعة من شهر رمضان دخول آلاف الفلسطينيين إلى البلدة القديمة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، وسمحت إسرائيل بوصول عدد محدود من كبار السن والأطفال من الضفة الغربية المحتلة.

وقال صلاح عليوي وهو فلسطيني جاء من الضفة الغربية "إحنا صارنا بجوز تلات سنين أربع سنين ما دخلنا المسجد الأقصى لكن الحمد لله الفرحة والبهجة أن احنا وصلنا المسجد الأقصى هذه أكبر فرحة للمسلمين إن شاء الله".

وكان المسجد الأقصى لفترة طويلة محورا لاشتباكات تحولت في بعض الأحيان إلى صراع أوسع نطاقا. وتصاعدت التوترات في الضفة الغربية وسط عملية إسرائيلية مستمرة منذ أسابيع في مخيمات لاجئين هدم فيها الجيش الإسرائيلي عشرات المنازل وجرف طرقا ودمر بنى تحتية أخرى مما دفع عشرات الآلاف من سكان المخيمات للفرار من منازلهم.

وتقول إسرائيل إن تلك العملية موجهة إلى جماعات مسلحة تدعمها إيران لها موطئ قدم في المخيمات. وفي البلدة القديمة في القدس اليوم الجمعة، انتشرت قوات الشرطة بشكل مكثف لكن لم ترد تقارير عن وقوع اضطرابات كبيرة.

وقال المتحدث باسم الشرطة دين إلزدن "الشرطة الإسرائيلية منتشرة في أنحاء القدس وإسرائيل من أجل توفير بيئة آمنة لوصول كل هؤلاء المصلين الذين يأتون إلى هنا".

وفي السنوات القليلة الماضية، قيدت السلطات الإسرائيلية الوصول إلى حرم المسجد الأقصى متعللة بضرورات أمنية. والدخول اليوم الجمعة مشروط بموافقة الشرطة حتى للفئة العمرية المسموح بها.

وقالت إبتسام عبد الفتاح (65 عاما)، وهي من سكان الضفة الغربية، إنها أُعيدت مرتين عند حاجز قلنديا الواقع إلى الشمال مباشرة من القدس. وأضافت "نحن في أرضنا لكن ليس مسموحا لنا بالدخول".