وفيات كورونا في إيران تسجل رقما قياسيا

كورونا يودي بحياة 235 إيراني كأعلى حصيلة يومية، فيما يواصل الوباء تفشيه السريع متخذا منحا تصاعديا وسط عجز السلطات الإيرانية عن السيطرة عليه حتى الآن.
إصابات كورونا في مشهد الإيرانية زادت 300 بالمئة خلال شهر واحد

طهران - أظهرت بيانات لوزارة الصحة الإيرانية نشرت اليوم الثلاثاء، أن إيران سجلت رقما قياسيا في عدد الوفيات اليومية بفيروس كورونا المستجد بلغ 235 حالة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، فيما يتخذ انتشار الوباء منحى تصاعديا منذ رفع قيود الإغلاق، وسط عجز السلطات الإيرانية عن السيطرة عليه منذ ظهوره الأول في فبراير/شباط من العام الحالي.

والجمهورية الإسلامية هي أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من جائحة فيروس كورونا، وسجلت البيانات زيادة حادة في حالات الإصابة والوفاة فيها بكوفيد-19 منذ بدء تخفيف القيود على التنقل في منتصف أبريل/نيسان.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري على شاشة التلفزيون الرسمي أن إجمالي عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في البلاد بلغ 296273 حالة وأن إجمالي عدد حالات الوفاة بلغ 16147 حالة.

ودعا الرئيس حسن روحاني الإيرانيين يوم السبت الماضي إلى اتباع القواعد الصحية وقواعد التباعد الاجتماعي خلال الاحتفال بعيد الأضحى.

وحث إيرج حريرجي مساعد وزير الصحة الإيراني، في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي السبت الناس على تجنب زيارة مدينة مشهد بشمال شرق البلاد، والتي قال إنها شهدت زيادة بنسبة 300 بالمئة في عدد الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر واحد.

وباتت إيران ضمن المناطق عالية الخطورة بسبب ارتفاع ضحايا كورونا بشكل مفزع، ما يجعلها بؤرة للوباء الذي ظهر للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية أواخر العام الماضي.

وكانت قد أعلنت قبل أسبوع تسجيل 229 وفاة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في أعلى حصيلة يومية للفيروس قبل أن تسجل رقما قياسيا جديدا اليوم.

إصابات كورونا في إيران تتخذ منحى تصاعديا
إصابات كورونا في إيران تتخذ منحى تصاعديا

وتكابد إيران للسيطرة على وباء يتسع انتشاره تزامنا مع رفع اضطراري للقيود واستئناف الأنشطة التجارية لتجاوز انهيار اقتصادي غير مسبوق منذ فرضت واشنطن عقوبات قاسية على طهران.

وتبذل الجمهورية الإسلامية جهودا مضنية لاحتواء جائحة كوفيد-19 منذ إعلان أولى الإصابات في مدينة قم المقدسة في فبراير/شباط الماضي.

وفرضت السلطات وضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة وأعادت فرض قيود في أغلب محافظات البلاد الأكثر تضررا بينها العاصمة.

وكانت السلطات الإيرانية بدأت في أبريل/نيسان رفعا تدريجيا للقيود في محاولة لإنعاش الاقتصاد المتضرر أساسا من العقوبات الأميركية.

وفاقمت أزمة فيروس كورونا المستجد من المشكلات الاقتصادية المتفاقمة منذ أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وأعاد فرض العقوبات عليها.

ويأتي ارتفاع إصابات كورونا في إيران وسط انتقادات لاذعة طالت الحكومة الإيرانية بسبب تسرعها في رفع إجراءات الحجر الصحي واستئناف الأنشطة الاقتصادية، متجاهلة تحذيرات منظمة الصحة العالمية من رفع سابق لأوانه لقيود كورونا وسط عجزها عن السيطرة عن الوباء.

واضطرت إيران تحت ضغوط الأزمة الاقتصادية الخانقة، إلى رفع القيود واستئناف عمل وحدات الإنتاج والأنشطة التجارية، على الرغم من النصائح التي قدمها أخصائيو الصحة من أن ذلك يساهم في انتقال عدوى الفيروس بشكل أوسع لاسيما وأن المرض يسجل يوميا مئات الإصابات وعشرات الوفيات بشكل متواتر.