ولادة تخصص جديد: علم الزلازل على المريخ

اكتشاف أول هزة زلزالية معروفة على سطح المريخ تضيء على أصول الكوكب الأحمر وتكوينه قبل مليارات السنين.

باريس – قال العلماء الثلاثاء إنهم ربما اكتشفوا أول هزة زلزالية معروفة على سطح المريخ، في اكتشاف قد يضيء على أصول هذا الكوكب.
وفي كانون الأول/ديسمبر، هبط المسبار الفرنسي "سييس" الشبيه بالقبة والذي تشغله وكالة الفضاء الفرنسية إلى سطح المريخ بواسطة مركبة "إنسايت" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا).
وتقيس أدوات هذا المسبار الهزات السطحية الناتجة عن الطقس لكنها أيضا قادرة على اكتشاف الحركة من أعماق الكوكب الناتجة عن النيازك.
ويأمل الفريق بأن يكون قادرا على جمع المعلومات حول النشاط في مركز المريخ، بهدف الحصول على فكرة عن تكوينه قبل مليارات السنين.
وقال الباحث فيليب لونيون "إنه أمر رائع أن نحصل في النهاية على دليل على أنه لا يزال هناك نشاط زلزالي على المريخ". وأضاف "انتظرنا هذا الزلزال لأشهر".
ووفق بروس بانيرد من "ناسا" اكتشاف الزلزال "يمثل ولادة تخصص جديد: علم الزلازل على المريخ".
وقال الباحثون إنهم لا يزالون يعملون لتأكيد سبب الهزة التي رصدت في 6 نيسان/أبريل والتأكد من أنها جاءت من داخل الكوكب ولم تسببها الرياح أو غيرها من مصادر الضوضاء المضللة. ولفتوا إلى أن ثلاث إشارات أخرى مماثلة لكن أضعف من الهزات قد التقطها الجهاز.
وتمكّن العالم الفرنسي فيليب لونيونيه من تحقيق حلمه في أن "يُنصت إلى دقات قلب كوكب المريخ"، فقد بات جهاز متقدّم لرصد الزلازل من تصميمه.
وفيليب ليونييه هو المسؤول العلمي عن جهاز "سيس" أهمّ الأجهزة الموجودة على متن المركبة الأميركية غير المأهولة.
وهذا الجهاز مصمم لرصد الزلازل الصغيرة في المريخ وسبر أعماقه لمعرفة لماذا لم يعد الكوكب مناسبا للحياة كما كان قبل أربعة مليارات سنة، بحسب ما يشرح العالم الفرنسي.
وانطلاقا من نظرية مفادها أن الأرض والمريخ تكونا على الأرجح بالطريقة نفسها قبل 4,5 مليارات سنة، تأمل وكالة ناسا أن يسمح المسبار بمعرفة أسباب اختلافهما الكبير الآن.
يبلغ فيليب لونيونيه من العمر 55 عاما أمضى منها قرابة الثلاثين في دراسة كوكب المريخ وتصميم أجهزة مناسبة لرصد الزلازل الضعيفة التي تضربه.
وسبق لهذا العالم أن صمم جهازا لرصد زلازل المريخ كان مقررا إرساله إلى المريخ مع المهمة الروسية "مارس 96"، لكن المهمة فشلت عند الإقلاع.