وودي آلن ينعش مسيرته الفنية بعيدا عن الوطن

المخرج الاميركي الحائز على أربع جوائز أوسكار والذي يواجه صعوبة في الحصول على تمويل في الولايات المتحدة يصور عمله الجديد في أسبانيا بعيدا عن اتهامات بالتحرش الجنسي أساءت إلى سمعته كسينمائي بارز.
الفيلم القادم لآلن يدور في إطار الكوميديا والرومانسية
آلن يلوذ بالجمهور الأوروبي في عمله القادم
الفيلم سيكون تحية إلى كبار المخرجين وأهم الأفلام البارزة
المخرج يحقق في أوروبا عادة نجاحا أكبر من بلده الأم

سان سباستيان (إسبانيا) - بدأ السينمائي الأميركي وودي آلن الأربعاء في سان سيبستيان تصوير فيلمه الجديد وهو تحية للسينما بعيدا عن الاتهامات التي تطارده بالاعتداء جنسيا على ابنته بالتبني.
وقال آلن الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي عشية بدء التصوير في هذه المدينة الواقعة في شمال إسبانيا "لطالما كانت فلسفتي تقوم على التركيز على عملي والاستمرار في العمل مهما حصل في الحياة ومع العائلة والأطفال والمستجدات السياسية".
ومضى المخرج البالغ 83 عاما يقول ردا على سؤال حول حركة #مي تو التي سلطت الضوء مجددا على الاتهامات بشأن ابنته بالتبني "أنا لا أفكر بالحركات السياسية أو الاجتماعية، أنا لست مسلحا ذهنيا لذلك، أنا لا ألقي نظرة عميقة على هذه الأمور بل أهتم خصوصا بالعلاقات بين البشر، بين الناس".
ولطالما نفى السينمائي الذي أنجز أكثر من 50 فيلما أن تكون اتهامات ديلان فارو التي تؤكد انه ارتكب انتهاكات جنسية في حقها العام 1992 عندما كانت في السابعة من العمر، صحيحة.
وقد أسقطت الملاحقات في حق المخرج بعد تحقيقين منفصلين استمرا أشهرا.

جينا غيرشون
جينا غيرشون في فريق وودي آلن

إلا ان ديلان فارو وبدعم من والدتها بالتبني ميا فارو وأخيها رونان، جددت مطلع العام 2018 هذه الاتهامات في خضم موجة #مي تو.
وأساءت القضية إلى صورة المخرج ودفعت ممثلين وممثلات سبق لهم أن عملوا معه إلى الابتعاد عنه.
وفسخت مجموعة "أمازون" العملاقة كذلك عقدا مربحا لإنتاج أربعة أفلام وتوزيعها، الأمر الذي دفع وودي ألن إلى مقاضاة الشركة.
وفيلمه "إيه ريني داي إن نيويورك" الذي كان ضمن هذا العقد، لم يعرض في الصالات الأميركية بسبب هذا الخلاف، لكنه سيعرض قريبا في دول أوروبية.
ومع فيلمه الجديد الذي سيستمر تصويره حتى 20 اغسطس/آب في المدينة الواقعة في بلاد الباسك، ينوي المخرج النيويوركي الحاصل على أربع جوائز أوسكار الابتعاد عن هذا الإطار الصعب.
ومن المقرر عرض الفيلم في الصالات العام المقبل وهو سيكون كوميدي رومنسي على خلفية المهرجان السينمائي الشهير في سان سيبستيان على ما أوضح وودي آلن.
والفيلم من بطولة كريستوف فالتس ووالي شون وجينا غيرشون وإيلينا انايا وسيرجي لوبيز.
وأكد آلن أنه سيكون "تحية إلى كبار المخرجين وأهم الأفلام التي برزت على امتداد تاريخ المهرجانات السينمائية".

كريستوف فالتس
كريستوف فالتس بطل الفيلم الجديد

وقد أقيم المؤتمر الصحافي في قصر كورسال حيث ينظم سنويا مهرجان سان سيبستيان وهو من الأهم في الدول الناطقة بالاسبانية. وكان وودي ألن حصل على جائزة فخرية من المهرجان عن كامل مسيرته العام 2004.
وقال آلن إن المهرجانات "كانت تكرم دائما مخرجين استثنائيين ينظرون إلى السينما على أنها شكل من أشكال الفن" في حين انها "تهتم الان كثيرا بالنجوم والدعاية والجوانب التجارية للافلام".
والفيلم حتى الآن من دون عنوان وسيكون دليلا جديدا على شغف المخرج بأوروبا حيث يحقق عادة نجاحا أكبر من بلده الأم.
وهو أكد "أمل بأن تستمر علاقتي بالجمهور الأوروبي وأن يستمروا بالترفيه عن أنفسهم" من خلال افلامه.
وتنتج الفيلم مجموعة "ميديابرو" الإسبانية التي سبق لها أن مولت فيلم "فيكي كريستينا برشلونة" (2008) و"ميدنايت إن باريس" (2011).
وشدد رئيس "ميديابرو" خاومي روريس على انه "لا ينقذ" بذلك مسيرة وودي آلن الذي يواجه صعوبة في الحصول على تمويل في الولايات المتحدة. وأضاف "نحن نقطة في محيط حسّه الخلاق وموهبته. نحن لا ننقذ حياة عباقرة. العباقرة يبنون أنفسهم بأنفسهم"