يتجاهلها أردوغان، أرقام ترسم صورة قاتمة للاقتصاد التركي

الرئيس التركي يناقض توقعات الخبراء بتوقعات اقتصادية مفرطة في التفاؤل بينما يسجل الاقتصاد التركي انكماشا بـ9.9 بالمئة، فيما لم تغادر الليرة مربع الانهيار.
أردوغان يسوق لروايات مغلوطة للتغطية على فشله
كورونا يفتك بتركيا وأردوغان يتحدث عن نجاح المعركة ضد الوباء
أردوغان: تركيا ستخرج باقتصاد أقوى بعد جائحة كورونا!

أنقرة - قال الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين إن المؤشرات الاقتصادية تظهر أن تركيا ستنهي العام على نمو إيجابي، في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات رسمية انكماش الاقتصاد بنحو 9.9 بالمئة في الربع الثاني من العام بسبب جائحة فيروس كورونا وفي الوقت الذي سجلت فيه الليرة التركية انهيارا جديدا في قيمتها.

أبدى أردوغان تفاؤلا مفرطا يناقض حقيقة تأكيد الخبراء انكماش الاقتصاد التركي خلال هذا العام.

ويحاول الرئيس التركي منذ أشهر تسويق رواية مغلوطة للتغطية على فشل حكومته في معالجة الأزمة الاقتصادية ولمداراة الإنفاق السخي على تدخلاته الخارجية في سوريا وليبيا وتداعيات التوترات التي فجرها على أكثر من جبهة وأفقد السوق التركية الشركاء والحلفاء التقليديين.

وكان أردوغان يتحدث في مؤتمر صحفي عقب اجتماع لمجلس الوزراء عن خروج بلاده بأخف الأضرار من التداعيات الاقتصادية لجائحة كورونا، مضيفا أن تركيا ستخرج باقتصاد أقوى.

وكان قد أعرب في السابق مع بداية تفشي كورونا عن قدرة بلاده على التغلب على الوباء العالمي، لكن سرعان ما تحولت تركيا إلى وضع أشبه بما حدث في ووهان الصينية وشمال ايطاليا.

وقال أردوغان "تركيا تبلغ أهدافها اعتمادا على انتهاء معركتها مع فيروس كورونا بنجاح"، مجددا موقفا سابقا قال فيه إن تركيا قادرة على الاستفادة من تغير الاقتصاد العالمي بسبب الجائحة.

وتأتي تصريحات أردوغان بينما سجلت تركيا معدلا قياسيا من الإصابات بفيروس كورونا حتى الآن 280 ألف إصابة و6673 حالة وفاة، بحسب بيانات وزارة الصحة.

وفي الوقت الذي رسم فيه الرئيس التركي صورة ايجابية للوضع الاقتصادي في بلاده، هوت الليرة التركية إلى مستوى قياسي منخفض جديد اليوم الاثنين مواصلة اتجاها نزوليا وسط مخاوف بشأن التضخم وسياسة نقدية فضفاضة واستنزاف احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.

ومما يزيد من القلق قفزة في الطلب بين الأتراك على العملات الصعبة والذهب وتدخلات مكلفة في أسواق الصرف الأجنبي وأيضا عقوبات محتملة من الاتحاد الأوروبي بسبب التوترات بين تركيا واليونان في شرق البحر المتوسط.

وهبطت الليرة 0.4 بالمئة إلى 7.4641 مقابل الدولار، مقارنة مع 7.4410 عند الإغلاق يوم الجمعة. وفي وقت سابق اليوم سجلت الليرة 7.4650 وهو أضعف مستوى لها على الإطلاق ومنخفضة أكثر من 20 بالمئة عن مستواها في بداية العام.

وشهدت الليرة التركية موجة انهيارات متتالية في ظل سياسة نقدية مضطربة وتدخلات سياسية عمقت الأزمة وأثارت مخاوف المستثمرين.

وعلى خلاف ما يروج له أردوغان، فإن البيانات الرسمية المتواترة دقت جرس الإنذار مرارا، لكن يبدو أن ضجيج الدعاية الرسمية أكبر من أن يلتفت اليها الرئيس التركي.

وأظهرت بيانات وزارة التجارة التركية منتصف الأسبوع الماضي اليوم أن العجز التجاري لتركيا زاد 169.7 بالمئة على أساس سنوي في أغسطس/اب إلى 6.312 مليار دولار وفقا لنظام التجارة العام.

وأظهرت بيانات الوزارة أيضا أن الواردات زادت 20.64 بالمئة إلى 18.78 مليار دولار بينما تراجعت الصادرات 5.74 بالمئة إلى 12.46 مليار في أغسطس/اب.

وتراجع مؤشر الثقة في الاقتصاد التركي خلال يوليو/تموز الماضي تحت ضغوط السياسات المتخبطة للحكومة التركية والتبعات السلبية لتفشي جائحة كورونا في البلاد وعجز الحكومة عن إدارتها والسيطرة على مناطق التفشي، وفق تقرير ورد في موقع 'أحوال تركية' الإخباري.