يوتيوب تتورط في تحركات تمييزية حيال الفنانين السود

ملاحقات قضائية في حق منصة تشارك المقاطع المصورة المملوكة لشركة غوغل لتصحيح ممارسات عنصرية منهجية علنية ومتعمدة من قبلها.
اتهام يوتيوب بممارسة سلطة على المضامين المصورة وطريقة الحصول على ايرادات منها

واشنطن - باشرت مجموعة من مؤلفي المضامين عبر يوتيوب ملاحقات قضائية في حق منصة تشارك المقاطع المصورة التي تملكها غوغل متّهمين إياها بمعاملات تمييزية حيال الفنانين السود.
وقال مقدمو الشكوى في مقدمة ملف من 200 صفحة إنهم "يباشرون هذه القضية لتصحيح ممارسات تمييزية وعنصرية منهجية علنية ومتعمدة من قبل غوغل/يوتيوب".
واعتبر هؤلاء أن المنصة تمارس سلطة مبالغا بها على المضامين المصورة المتوافرة وحول طريقة الاستحصال على إيرادات منها.
ويرتكز نموذج يوتيوب التجاري كما غالبية شبكات التواصل الاجتماعي، على إعلانات هادفة على نطاق واسع جدا.
ويكون السعر الذي يدفعه المعلنون والأموال التي يتقاضها مؤلفو المضامين رهنا باعتبارات كثيرة من بينها عدد المشتركين في قناة معينة وعدد المشاهدات للمقطع المصور.
وقال مقدمو الشكوى إن يوتيوب "تقسم المقاطع المصورة بحسب الاتنية والهوية والآراء لبيع إعلانات إلى أطراف أخرى من دون الاهتمام بالمضامين".
ولم ترد غوغل على طلب التعليق على الفور.
ويتّهم المشتكون الأربعة يوتيوب بسحب مقاطع مصورة وحتى قنواتهم من دون سبب وجيه أو من دون سبب بتاتا.
وتأتي الشكوى القضائية في جو من التوتر الشديد بشان مسائل المساواة العرقية في الولايات المتحدة.

وقد واجهت يوتيوب على غرار سائر المنصات الاجتماعية الكبرى، انتقادات كثيرة تتهمها بتمجيد العنف المادي والمعنوي والتلكؤ في التصدي للمضامين السلبية التي ينشرها العديد من المستخدمين.
وأعلنت يوتيوب تشديد قواعدها في التصدي للشتائم والتهديدات الشخصية والمضايقات على شبكتها، في خطوة  ضمن مسار أطلقته هذه المنصة العالمية لتحسين أدائها.
وقال نائب رئيس هذه المجموعة التابعة لغوغل مات هالبرين في بيان نشر عبر الإنترنت "لن نسمح بعد اليوم بالمضامين السيئة التي تهين الاشخاص".

يوتيوب
تشدد تشريعاتها لمحاربة المضامين السلبية

وأضاف "هذا يسري على الجميع، من الأفراد كما على صانعي المحتوى والمسؤولين السياسيين".
ووظفت غوغل استثمارات طائلة منذ 2017 لتعزيز مسار رصد هذه الفيديوهات والمضامين الإشكالية وسحبها، مع مزيج من الأنظمة الآلية (كالذكاء الاصطناعي) والموارد البشرية.
سيُمنع استخدام سلاح مع التحدث عن شخص ما أو وضع وجه أحدهم على لعبة فيديو عنيفة.
وجرى التركيز حتى اليوم على المضامين الداعية إلى الكراهية والصور المروجة للإرهاب والتعليقات التي تنطوي على استغلال جنسي للأطفال.
وأدت هذه التدابير إلى سحب الكثير من الشتائم والتهديدات، غير أن يوتيوب قررت تشديد تشريعاتها.
وقال مات هالبرين "من الآن فصاعدا، باتت التهديدات المبطّنة أو غير الصريحة ممنوعة بالقدر عينه كالتهديدات الصريحة".
وأشار إلى أن "هذا الأمر يشمل المضامين التي تنطوي على محاكاة للعنف تجاه فرد ما أو العبارات التي تتحدث عن إمكان ممارسة عنف جسدي".