يونسكو تدرج تل أم عامر على قائمة التراث المهدد بالخطر

المنظمة الأممية تعتبر الإدراج الجديد اعتراف بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع الموجود في غزة وواجب حمايته من المخاطر.

نيودلهي - أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، الجمعة، عن إدراج الموقع الأثري دير القديس هيلاريون في قطاع غزة الذي يعود تاريخه إلى 17 قرنا على قائمتها للتراث العالمي المعرض للخطر.

ورحبت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها "باعتماد الدورة السادسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي لليونسكو المنعقدة في نيودلهي بقرار إدراج موقع تل أم عامر/دير القديس هيلاريون في قطاع غزة بشكل طارئ على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر".

وأضافت في بيان لها "جاء ذلك في الاجتماع الخاص باتفاقية التراث العالمي وحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح (اتفاقية لاهاي) وضمن الالتزام باتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي".

وتابعت الوزارة في بيانها "يتعامل هذا الإدراج مع حماية التراث الثقافي والآثار في النزاع المسلح والاحتلال من التلف والدمار ومن جميع أشكال التهديدات الناشئة وإجراء تحقيق في التهديدات التي طالت الموقع مع إجراء التقييم الدوري لحالة القيمة الاستثنائية".

وكتبت منظمة اليونسكو عبر منصة إكس "إدراج جديد على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المعرض للخطر: دير القديس هيلاريون/تل عامر في فلسطين"، قائلة في بيان "يعترف هذا القرار بالقيمة العالمية الاستثنائية لهذا الموقع وواجب حمايته من المخاطر الوشيكة".

وجاء في البيان "نظرا للتهديدات الوشيكة لهذا التراث في ظل النزاع الدائر في قطاع غزة لجأت لجنة التراث العالمي إلى إجراء طارئ في إطار اتفاقية التراث العالمي".

و"تعود آثار دير القديس هيلاريون الواقعة على تلال ساحل النصيرات، إلى واحد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وتُعتبر بمنزلة شهادة استثنائية ومنقطعة النظير على نشأة المسيحية في المنطقة"، وفق ما كتبته يونسكو على موقعها الإلكتروني.

وأوضح مدير التراث العالمي إيلوندو لازاري لوكالة فرانس برس أن "الطلب صدر عن فلسطين" التي تعتبر اللجوء إلى اليونسكو "الملاذ الوحيد لحماية الموقع من الدمار في الظروف الحالية" في ظل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقالت وزارة السياحة والآثار في بيان منفصل "تم إدراج الموقع وفق المعايير الثاني والثالث والسادس للتراث العالمي وذلك بإجماع أعضاء لجنة التراث العالمي والبالغ عددهم 19 دولة من أصل 21 ، بالإضافة إلى عدد من التوصيات الفنية الواجب تنفيذها بعد التسجيل للحفاظ على القيم العالمية الاستثنائية للموقع وتطويره".

ولم تقدم وزارة السياحة والآثار في بيانها مزيدا من المعلومات حول وضع الموقع في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر في قطاع غزة.

وذكرت الوزارة في بيانها "تقع أطلال دير القديس هيلاريون في بلدية النصيرات على بعد حوالي 10 كيلومترات جنوب مدينة غزة على تقاطع طرق التجارة بين آسيا وأفريقيا".

وأضافت أن هذا الموقع "له أهمية تاريخية ودينية ومعمارية وثقافية استثنائية كونه يمثل أحد أهم المحطات التكوينية في تأسيس نمط حياة الرهبنة المسيحية في فلسطين".

وتابعت أن هذه المحطة "ألهمت تأسيس مراكز وأديرة رهبانية مسيحية في الأراضي المقدسة والشرق الأوسط خلال القرن الرابع الميلادي في بداية الفترة البيزنطية في فلسطين".

وأشارت الوزارة في بيانها "استمر هذا الدير في الاستخدام والتطور حتى القرن الثامن الميلادي. ويظهر دير القديس هيلاريون على خريطة فسيفساء مادبا الأثرية من القرن السادس باسم طاباتا".

وبحسب بيان سابق للوزارة بغزة، فإن دير القديس هيلاريون الذي يعود للعهد البيزنطي يعد من أكبر الأديرة في فلسطين من حيث المساحة والتصميم، وأقدمها في الشرق الأوسط، حيث يتكون من 5 أجزاء معمارية. الأول يشمل غرف بأرضيات فسيفسائية، والثاني فيتمثل بالكنيسة، والثالث وهو الديماس (مبنى تحت الأرض على شكل صليب)، والرابع يضم حوض التعميد والصالات المؤدية له وأما الخامس فهو منطقة الحمامات.

كما عُثر داخل الموقع على قبور وقطع فخارية ونقدية بعضها يعود للقرنين الأول والثاني الهجري.

ويرى هاني الحايك وزير السياحة والآثار في البيان أن هذا التسجيل "يعبر عن اعتراف أممي بأهمية التراث الفلسطيني وبسيادة دولة فلسطين على ترابها وتراثها"، مضيفا أنه "يمنح الموقع حماية دولية ويساعد في تطويره وترويجه كأحد أقدم الأديرة في العالم".

وأوضح الحايك أنه بتسجيل هذا الموقع على قائمة التراث العالمي يكون "سادس موقع فلسطيني على قائمة اليونسكو للتراث العالمي وأحد أهم وأقدم الأديرة التي ساهمت في تأسيس وازدهار المراكز والتقاليد الرهبانية المسيحية في فلسطين والشرق الأوسط".

ومن جهته، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقرار اللجنة الأممية، واعتبره "أمرًا بالغ الأهمية في ظل الحرب الإسرائيلية المستعرة على قطاع غزة، ودليلا على أصالة وتاريخ هذا الشعب الفلسطيني".

وقال عباس في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية إن "دولة فلسطين ستستمر في الحفاظ على هذا الموقع الفريد من نوعه للبشرية جمعاء"، معتبرا أن "حماية هذا الموقع والاعتراف بأهميته باعتباره أحد ممتلكات التراث العالمي سوف يساهم بلا شك في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الاستثنائي في ظل هذا الوقت العصيب الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من استمرار الاحتلال الإسرائيلي من استهداف المقدرات الوطنية الثقافية الفلسطينية في كامل أرجاء الوطن وخاصة في قطاع غزة".

وأكد عباس أن دولة فلسطين "ملتزمة بشكل لا لبس فيه بحماية تراثها الوطني، ليس فقط للشعب الفلسطيني ولكن أيضًا لإثراء وتنوير الإنسانية جمعاء، وبالتالي تعزيز دعمنا الثابت للجهود الرامية إلى إحلال السلام وتعزيز التفاهم الثقافي داخل المنطقة".

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 2023 أدرجت اليونسكو موقع دير القديس هيلاريون على لائحتها للحماية المعززة، في ظل التدمير التي تقول مؤسسات فلسطينية إنه ممنهج بحق المواقع الأثرية الفلسطينية.

وكانت مصر رحبت، الأربعاء، بقرارات اليونسكو بشأن الحفاظ على المواقع الفلسطينية التاريخية، جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية.

ولفت البيان إلى أن القرارات تضمنت "الحفاظ على المواقع الفلسطينية المسجلة على قائمة التراث العالمي تحت الخطر وحمايتها، والتي تشمل البلدة القديمة للقدس وأسوارها، والبلدة القديمة في مدينة الخليل (جنوب)، وموقع فلسطين أرض الزيتون والعنب ـ المشهد الثقافي للمدرجات الزراعية جنوب القدس ـ بتير".

وتواصل لجنة التراث العالمي اجتماعاتها التي تستمر حتى 31 يوليو/تموز في الهند.