10 قتلى في قصف إسرائيلي لمواقع إيرانية بمحيط دمشق
بيروت - قتل عشرة مسلحين على الأقل بينهم ستة جنود سوريين في أحدث قصف صاروخي إسرائيلي استهدف ليلا محيط دمشق، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، في حصيلة هي الأعلى منذ مطلع العام.
واستهدفت إسرائيل ليل الثلاثاء الأربعاء بقصف صاروخي خمسة مواقع على الأقل تابعة بمعظمها لمجموعات موالية لطهران في محيط العاصمة السورية، وفق المرصد.
وذكر المرصد أن الضربات أدت إلى مقتل خمسة جنود سوريين في حين توفي سادس متأثرا بجروحه، موضحا أن أربعة آخرين من المجموعات المقاتلة الموالية لطهران، لم يتمكن المرصد من تحديد هوياتهم. كذلك، أصيب ثمانية آخرون على الأقل بجروح.
وأدى القصف، وفق المرصد إلى تدمير مخازن أسلحة وذخائر تابعة لمجموعات موالية لطهران قرب مطار دمشق الدولي.
وتعد هذه الحصيلة الأعلى منذ مطلع العام جراء قصف إسرائيلي وفق ما قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن.
وكانت حصيلة سابقة نقلها الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري سوري صباح الأربعاء تحدثت عن "استشهاد أربعة جنود وجرح ثلاثة آخرين ووقوع بعض الخسائر المادية".
وقال المصدر إن "العدو الإسرائيلي نفذ عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه طبريا مستهدفا بعض النقاط في محيط دمشق"، موضحا أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدّت لصواريخ العدوان الإسرائيلي وأسقطت بعضها". وسمع دوي انفجارات أثناء القصف في العاصمة السورية.
وشنّت إسرائيل خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت مواقع للجيش السوري وأهدافا إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني، لكن نادرا ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تكرّر أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفها بمحاولات إيران لترسيخ وجودها العسكري في الأراضي السورية.
وتكرّر إسرائيل في الآونة الأخيرة استهداف مواقع مرتبطة بمجموعات موالية لطهران، خصوصا في محيط دمشق ومطارها. وفي الثامن من مارس/اذار الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه برتبة عقيد غداة قصف إسرائيلي مماثل قرب دمشق. وتوعّد إسرائيل العدوة اللدودة للجمهورية الإسلامية، بجعلها تدفع "ثمن جريمتها".
ولم تكن تلك المرة الأولى التي تعلن فيها إيران مقتل أفراد من قواتها العسكرية بضربات إسرائيلية في سوريا. واتهمت طهران تل أبيب في 2018، بالتسبب بمقتل أربعة "مستشارين عسكريين" بضربات في محافظة حمص (وسط).
وتعد طهران حليفا أساسيا للرئيس السوري بشار الأسد وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 2011، دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لدمشق. وتؤكد تواجد عناصر من قواتها المسلحة في سوريا في مهام استشارية.
وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ عام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
ولم تسفر الجهود الدبلوماسية في التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع رغم جولات تفاوض عدة عقدت منذ العام 2014 بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وخلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إن الصراع في سوريا "نزاع محتدم وليس مجمدا" لافتا إلى تزايد الضربات الجوية، بينها تلك المنسوبة لإسرائيل والقصف والهجمات من عدة أطراف في مناطق في البلاد خلال الشهر الحالي.
وأعلن بيدرسن توجيهه دعوات لجولة تفاوض جديدة للجنة الدستورية الممثلة لأطراف النزاع السوري تُعقد في جنيف بين 28 مايو/ايار و3 يونيو/حزيران.