20 قتيلا في أحدث مواجهة بين داعش والقوات السورية

خسارة التنظيم المتطرف لمناطق نفوذه في سوريا لم تمنعه من شن هجمات مباغتة على طريقة حرب العصابات، فيما يحاول لملمة شتاته وإعادة ترتيب صفوفه في الساحة السورية وغيرها من بؤر التوتر.  
البادية السورية قاعدة خلفية لعمليات داعش
الدولة الإسلامية تحاول الإبقاء على حضورها في سوريا رغم نكساتها

بيروت - قُتل 20 عنصرا على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الماضية في مواجهات بين قوات النظام السوري ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في شمال سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهذه أحدث اشتباكات بين قوات النظام السوري والتنظيم المتطرف الذي يشن في العادة هجمات مباغتة على طريقة العصابات وحرب الشوارع بعد أن خسر معظم مناطق سيطرته وقتل المئات من عناصره سواء في غارات وهجمات روسية وسورية أو في غارات شنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة أو في مواجهات مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا ويشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري.

 

وكان المرصد السوري قد تحدث بداية في تدوينة على حسابه بتويتر عن مقتل 18 مسلحا من الطرفين "11 عنصرا في قوات النظام والمسلحين الموالين لها" و"7 عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية" وذلك في "اشتباكات متواصلة تشهدها محاور ضمن البادية السورية" تتركز "ضمن مثلث حلب- حماة- الرقة". وبحسب المرصد، نفّذت الطائرات الروسية طلعات جوية بالتزامن مع غارات مكثفة على المنطقة.

وفي 22 سبتمبر/ايلول قتل 13 عنصرا في قوات النظام و15 جهاديا في معارك وعمليات قصفة مماثلة.

ومنذ هزيمته في سوريا في مارس/اذار 2019، يشن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات دورية خصوصا في منطقة البادية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور (شرق).

وتستهدف هذه الهجمات على حد سواء الجيش السوري وحلفائه والقوات الكردية التي حظيت بدعم واشنطن في التصدي للتنظيم المتطرف الذي خسر معظم الأراضي التي كانت تحت سيطرته.

وفي أغسطس/اب تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية هجوما أدى إلى مقتل ضابط روسي رفيع وجرح عسكريين قرب مدينة دير الزور.

وفي مطلع يوليو/تموز أوقعت اشتباكات عنيفة بين الجانبين في منطقة البادية في غضون 48 ساعة، 20 قتيلا في صفوف القوات الموالية للنظام و31 قتيلا في صفوف الجهاديين.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ العام 2011 تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

وكانت تقارير دولية قد أكدت أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا يعني بالضرورة زوال خطره، مشيرة إلى أن التنظيم المتطرف تحول إلى مجموعات وخلايا نائمة وأنه بات يعتمد على تكتيكات حربية تُلائم وضعه بعد انحسار نفوذه وفقدانه معظم كبار قادته بمن فيهم زعيمه أبوبكر البغداي الذي قتل في عملية أميركية خاصة في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2019، في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حيث وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على المهمة السرية قبل أسبوع من حدوثها.

ويسعى التنظيم المتطرف إلى لملمة شتاته وإعادة ترتيب أوراقه ليس في الساحة السورية فحسب بل في مناطق نفوذه السابقة مثل العراق وليبيا. وقد ظهرت مجموعات موالية له في إفريقيا وفي اسيا خاصة في أفغانستان حيث استفاد من الخلافات الداخلية لحركة طالبان واستطاع استقطاب مئات المقاتلين.