الاردن يتجه نحو سياح اوروبا الشرقية

بعد الانعكاسات السلبية التي سببتها هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر على السياحة في الاردن، تسعى المملكة الى انعاش هذه الصناعة عن طريق فتح اسواق جديدة للسياحة الاردنية في اوروبا الشرقية، والعمل على جذب مزيد من السياح العرب.
ويؤكد وزير السياحة الاردني طالب الرفاعي ان "فتح اسواق جديدة للسياحة الاردنية في اوروبا الشرقية يعد اضافة لما يمكن ان ياتي من السياحة الغربية ورافدا جديدا للسياحة وليس تعويضا عن السياحة الغربية"، مؤكدا "جهدنا في الاسواق الاوروبية عموما سيستمر بزخم اكبر ولكن بشكل انتقائي".
وتاتي عائدات السياحة، التي مثلت في العامين الاخيرين ما يقرب من 10% من اجمالي الدخل القومي، في المرتبة الثانية بعد تحويلات الاردنيين العاملين في الخارج، والتي تبلغ نحو 1.6 مليار دولار، وتمثل 20% من اجمالي الدخل القومي.
وعول الاردن على حدوث قفزة في اعداد السياح الغربيين عقب الاحتفالات ببدء الالفية الثالثة وزيارة البابا للاماكن المسيحية المقدسة بالاردن في اذار/مارس 2000.
غير انه واجه بعدها ازمتين متتاليتين في غضون عام واحد تقريبا تمثلتا في اندلاع المواجهات الاسرائيلية الفلسطينية وفي هجمات 11 ايلول/سبتمبر، وهو ما القى بظلاله على حركة السياحة فانخفضت العائدات من نحو 800 مليون دولار عام 1999 الى 717 مليون دولار عام 2000.
كما انخفضت العائدات خلال التسعة شهور الاولى من العام الجاري الى 553 مليون دولار مقابل 567 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي بالرغم من زيادة عدد السياح خاصة العرب منهم.
واكد رئيس هيئة تنشيط السياحة الاردنية مروان الخوري ان بلاده تسعى حاليا الى "جذب السياح من اوروبا الشرقية لا سيما ان هذه المنطقة لا تتاثر كثيرا بالتطورات والاحداث السياسية".
واضاف ان الاردن بدا "منذ العام الماضي في طرق اسواق اوروبا الشرقية ولكن على نطاق محدود، غير اننا قررنا توسيع نطاق حملتنا الترويجية لهذا العام، وبدأنا بهنغاريا وبروسيا".
واشار الى ان "شركة سياحية تعتزم للمرة الاولى تنظيم 150 رحلة شارتر (طيران عارض) لنقل سياح من هنغاريا الى الاردن خلال النصف الاول من العام المقبل".
وبحسب ارقام رسمية، زار الاردن خلال الشهور التسعة الاولى من العام الجاري، 2476 سائحا هنغاريا مقابل 974 خلال العام الماضي.
وفي المقابل، فان عدد السياح القادمين من دول الاتحاد الاوروبي الـ15 انخفض خلال فترة المقارنة نفسها من 332 الف الى 151 الفا، بانخفاض نسبته 34% كما انخفض السياح الاميركيون بنسبة 41% من 86 الف الى 50 الفا.
وفي اطار تعويض هذا النقص ايضا، تعتزم هيئة تنشيط السياحة ان تطلق بدءا من الشهر المقبل حملة ترويجية موسعة في الدول العربية، خاصة الدول الخليجية، تشمل التواجد المكثف في انشطة التسوق والمعارض بهذه الدول الى جانب بث اعلانات ترويجية على الفضائيات العربية.
ويقول الخوري ان "الهدف هو جذب السائح العربي الى الاردن ليس فقط خلال فصل الصيف لاعتدال الطقس وانما على مدار العام كله".
ويشير الى ان الحملة ستعرف بكافة مكونات السياحة في المملكة بما فيها السياحة العلاجية لما عرف عن الاردن بتوفر الكوادر الطبية المؤهلة جيدا والمستشفيات المتخصصة الى جانب امكانية الاستشفاء من مياه البحر الميت وعيون المياه الحرارية الطبيعية.
وخلال التسعة اشهر الاولى من العام الجاري زاد عدد السياح العرب بنسبة 25% ليتجاوز الـ794 الف مقابل 635 الف خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وكذلك بالنسبة للسياح القادمين من اسرائيل وغالبيتهم العظمى من عرب اسرائيل حيث زادوا بنسبة 27% من 117 الف الى 149 الف.
وتمثل هاتان الفئتان ما مجموعه 77% من اجمالي عدد السياح الذين زاروا الاردن هذا العام حتى نهاية ايلول/سبتمبر الجاري.
ويبدى طالب الرفاعي تفاؤلا كبيرا بازدهار صناعة السياحة في الاردن حيث يشير الى ان "ما يحدث حاليا من تداعيات (سياسية على السياحة) لا يجوز ان يعطل العمل على دعم هذه الصناعة على المدى البعيد خاصة انها ستستعيد عافيتها قريبا بصورة كبيرة كما علمتنا التجارب السابقة".
ويشير الى ان الاردن اصبح مؤخرا يشكل للسياح الغربيين "مقصدا مستقلا اكثر منه محطة مرتبطة بدول اخرى" مجاورة.