مارغريت، اميرة اسطورية استمتعت بحياتها طولا وعرضا

بوفاة الاميرة مارغريت شقيقة الملكة اليزابيث السبت عن 71 عاما غابت اميرة اسطورية "مليئة بالاثارة تهوى البهجة والفرح".
وتوفيت الاميرة مارغريت اثر اصابتها بسكتة دماغية هي رابع عارض من هذا النوع يلم بها منذ العام 1998. وقد عانت مشكلات صحية خطيرة خلال السنوات الثلاث الاخيرة.
وتراجعت حال الاميرة مارغريت بعد السكتتين الاخيرتين في كانون الثاني/يناير واذار/مارس 2001 ففقدت القسم الاكبر من بصرها ولم تعد تغادر قصر كنسنغتون الا نادرا.
وفي 4 اب/اغسطس، اصرت على ان تكون حاضرة الى جانب والدتها الملكة الام للاحتفال ببلوغها العام الاول بعد المئة. وان كانت الملكة الام ظهرت بهذه المناسبة واقفة، الا ان وضعها الصحي يثير الكثير من المخاوف، خصوصا وانها لم تظهر علنا منذ شهرين.
وظهرت مارغريت للمرة الاولى في تشرين الثاني/يناير في عيد الميلاد المئة لدوقة غلوستر. وكان لمنظرها في الكرسي النقال، وقد وضعت على ساقيها غطاء واخفت عينيها خلف نظارات سوداء ولفت شعرها تأثير كبير في نفوس البريطانيين.
تلك الاميرة المنهكة القوى لم تكن تمت بصلة الى صورة اميرة الخمسينات والستينات الفاتنة، تلك الاميرة التي وصفتها صحيفة دايلي ميل بانها "مليئة بالاثارة تهوى البهجة والفرح".
ولدت الابنة الصغرى لدوق ودوقة يورك في 21 اب/اغسطس 1930 في "غلاميس كاسل" في اسكتلندا. وكانت مارغريت في السادسة حين انتقل والداها الملك جورج السادس والملكة اليزابيث للاقامة في قصر باكنغهام. وسرعان ما فرق بينها وبين شقيقتها مستقبل اليزابيث التي تكبرها اربع سنوات والمدعوة في احد الايام لاعتلاء العرش.
كانت مارغريت روز طفلة نزقة ومتقلبة الاطوار. وكان والدها يدللها كثيرا. فشبت على الشقاوة واعتادت ان تفعل كل ما يحلو لها من موسيقى ورقص ومسرح، غير آبهة باللياقات وباصول البروتوكول.
وغالبا ما كانت محطا للانظار وموضع الاحاديث في صباها.
فجمالها ازداد عندما شبت وكانت تختار لنفسها ثيابا انيقة تبرز زرقة عينيها وبشرتها المخملية. ونشرت صور عديدة لها، تظهر في احداها في لباس البحر وفي يدها سيجارة وهي ترقص ثملة خلال سهرة.
وبدأت مغامراتها مبكرا اذ كانت في سن الثامنة عشرة حين اغرمت بالكابتن بيتر تاونسند وهو مسؤول عن اسطبل القصر الملكي. وكان الرجل الجذاب البالغ من العمر 34 عاما من عامة الشعب، متزوجا واب عائلة. وكانت هذه اولى الفضائح التي تخللت حياة مارغريت.
وفي 1953 طلق بيتر تاونسند، الا ان الكنيسة عارضت زواجهما. واضطرت مارغريت في سن الخامسة والعشرين الى التخلي عن هذا الزواج الذي كان سيسقط حقها في العرش في يوم من الايام. وروى كاتب سيرتها ان خيبة هذا الحب المحطم لازمتها طوال حياتها.
وفي 1960 تزوجت من انتوني ارمسترونغ-جونز، كونت سنوداون، وانجبت منه ولدان هما ديفيد (1961) وساره (1964).
وتابعت الصحف باسهاب اخبار رحلات الكونت الى الخارج فيما زوجته مارغريت تسرح وتمرح في جزر الكاريبي برفقة اعضاء المجتمع المخملي. وفي 1976، نشرت احدى الصحف صورة مارغريت برفقة رجل، مما اثار فضيحة جديدة. وطلق الزوجان بعد سنتين.
وكانت مارغريت تسرف في التدخين وتميل مثل والدتها الملكة الام الى تناول الكحول. وخضعت عام 1985 لعملية لاستئصال قسم من احدى رئتيها، ثم تعرضت عام 1998 لسكتة اولى. وبعد عام، اصيبت بحروق خطيرة في ساقيها في حمامها.
وفي كانون الثاني/يناير، نقلت الاميرة مارغريت الى مستشفى الملك ادوارد السابع اثر تعرضها لنوبة جديدة، تكررت فيما بعد في اذار/مارس. ومنذ ذلك التاريخ ظلت تنقلاتها محدودة جدا.
غابت مارغريت مخلفة على حد قول احد المقربين من العائلة المالكة صورة اميرة "ملؤها الحيوية والصخب"، الا انها "اهتدت بشكل ما الى شاطئ الامان" خلال السنوات العشر الاخيرة.