الحريري يقرر حل الماكينة الانتخابية في "المستقبل"
بيروت - أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، رئيس "تيار المستقبل"، سعد الحريري، إجراء تعديلات واسعة على حزبه، عقب تعثره في تحقيق نتائج مهمة بالانتخابات البرلمانية التي جرت الأحد الماضي.
جاء ذلك في بيان صادر عن الأمانة العامة لـ"تيار المستقبل"، السبت، أعلن فيه الحريري قرار حل هيئة شؤون الانتخابات والماكينة الانتخابية اللوجستية بصورة عامة، وتكليفها متابعة تصريف الأعمال، إلى أن يحين اتخاذ قرار بديل.
وطلب استكمال وإعداد تقارير التقييم المفصلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وفقاً لقواعد العمل السياسي والتنظيمي في التيار.
كما قرر حل الهيئات التنظيمية القيادية (مكتب ومجلس المنسقية) بصورة عامة، في كلٍ من منسقية بيروت، منسقية البقاع الغربي وراشيا، منسقية البقاع الأوسط، منسقية الكورة، ومنسقية زغرتا، وتكليفها متابعة الأعمال إلى أن يحين الإعلان عن قرارات بديلة.
ودعوة كل الهيئات في المنسقيات والقطاعات والمصالح لاستكمال تقاريرها التقييمية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها، وفقاً لقواعد العمل السياسي والتنظيمي في التيار .
ويذكر أن نقولا غصن مرشح تيار المستقبل فشل في النجاح في الكورة، كما كان إقبال المناصرين على الاقتراع في زغرتا ضعيفاً.
ولم يستطع تيار المستقبل الفوز بأكثر من مقعد في كل من دائرتي البقاع الغربي والأوسط، فيما كان يتوقع الحصول على خمسة مقاعد.
وفي بيروت، حصد الحريري خمسة مقاعد فقط من أصل 11 في دائرة بيروت الثانية، بينما رسب مرشحه في بيروت الأولى.
ورغم خسارة رئيس الوزراء سعد الحريري الذي يحظى بدعم غربي أكثر من ثلث مقاعده في الانتخابات لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يشكل الزعيم السني حكومة وحدة وطنية جديدة تضم حزب الله وأحزابا أخرى رئيسية. ومن المتوقع أن تستغرق مشاورات تشكيل الحكومة بعض الوقت.
ويبدو أن رئيس الحكومة اللبناني الحالي، سعد الحريري، هو الأوفر حظًا لإعادة تكليفه برئاسة الحكومة، بعد الانتخابات البرلمانية، الأحد الماضي.
ويفرض الدستور، بعد اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية (1975: 1990)، أن يُجري رئيس الجمهورية (ميشال عون) مشاورات ملزمة مع الكتل البرلمانية لتسمية رئيس الحكومة.
ويعطي اتفاق الطائف رئاسة الحكومة للسُنة، ورئاسة الجمهورية للموارنة، ورئاسة مجلس النواب للشيعة.

وحقق "حزب الله" الشيعي، وحلفائه فوزاً في انتخابات الأحد، فيما احتفظ الحريري بكتلة من 21 نائبا فيما كانت في الدورة السابقة 34 نائباً من أصل 128 إجمالي عدد مقاعد المجلس.
وفازت حركة "أمل" الشيعية (حليفة حزب الله) بـ17 مقعداً نيابياً، بزيادة قدرها 4 مقاعد مقارنة بالمجلس الماضي.
ويمكن أن تؤدي النتائج القوية التي حققها حزب الله ومن يدعمون احتفاظه بالسلاح إلى تعقيد السياسة الغربية تجاه لبنان الذي يعتمد على المساعدات الأجنبية والقروض لإنعاش اقتصاده.
ويريد المانحون الدوليون أن تتبنى بيروت إصلاحات اقتصادية كبيرة للحد من مستوى الديون قبل تقديم مليارات تعهدوا بها في مؤتمر بباريس في أبريل.
وأجريت الانتخابات وفقا لنظام انتخابي جديد معقد أعاد رسم حدود الدوائر الانتخابية ومثل تحولا من نظام الأكثرية إلى نظام التصويت النسبي.
وهي الانتخابات الأولى منذ العام 2009، وتمت استكمالا لتسوية سياسية أتت بميشال عون، حليف حزب الله، رئيسا للبلاد في أكتوبر 2016، وبسعد الحريري رئيسا للحكومة، بعد نحو سنتين من الفراغ الدستوري وشلل المؤسسات الرسمية.
