أمينة فاخت 'لؤلؤة' الطرب التونسي تتصالح مع قرطاج

تونس - تعود نجمة الطرب التونسي أمينة فاخت للصعود على مسرح قرطاج بعد غياب طويل بإحياء حفلين غنائيين في 21 و24 يوليو/تموز.
وكانت المطربة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى مختلف الفئات العمرية ابتعدت عن الأضواء منذ فترة طويلة ولم تشارك في المهرجانات الفنية الكبرى منذ عام 2010.
وغابت المطربة التونسية الأولى عن المهرجانات اثر اندلاع الثورة التونسية، واعتبر مراقبون انها اختارت الابتعاد والتواري عن الأنظار خوفا من ردة فعل البعض لا سيما وانها كنت محسوبة على النظام الأسبق وتتمتع بحفاوة كبيرة لدى الرئيس التونسي الأسبق والهارب زين العابدين بن علي وعائلته. 
ويرجح البعض انها كان على علاقة صداقة وطيدة مع الأسرة الحاكمة ومقربة من السيدة الأولى وقتها ليلى بن علي.
وكانت أمينة فاخت حاضرة باستمرار في اعرق المهرجانات التونسية ومدللة بين الفنانين وفقا لتصريحات نقاد والعديد من المتابعين للشأن الفني.
وعرقلت الأجواء السياسية مسيرة نجمة من الوزن الثقيل عرفت بصوتها القوي والجوهري وبأغانيها الخالدة على غرار "سلطان حبك"، الا انها طوت صفحة قاتمة في حياتها وعادت بقوة الى الاضواء.
ورغم ان أمينة لم تكن غزيرة الانتاج الا انها تحظى بشعبية جارفة في تونس وهي تتصالح اليوم مع مهرجان قرطاج بعد غياب طويل.
وذاع صيت إحدى أشهر المطربات في تونس في بلادها لجمال صوتها، وكذلك لأسلوبها الخاص جداً في التواصل مع الجمهور الغفير الذي يحضر حفلاتها. 

وهي من طراز فني مختلف، فالبعض يضعها ضمن خانة "مجانين الفن"، في حين أن الأغلبية يرى أنها فنانة كاملة ومتفردة.
واختلفت حولها الآراء، ولكن الكل تقريباً معجب بها، حتى ان بعض النقاد يعتبرونها خارج المقارنة. 
وقد وصفها الموسيقار الراحل محمد التريكي بأنها "لؤلؤة فنية"، وقال عنها البعض الاخر انها صوت كبير في شخص صغير، وهو وصف آلمها كثيراً.
ووصفتها الفنانة المصرية أنغام بعبقرية الفن التونسي.
ويحدث أن تتناغم الفنانة التونسية وتتفاعل وتنسجم مع ما تغنّيه بطريقة مختلفة عن السائدة حيث انها تجثم على ركبتيها، وأحياناً تركض، وهي على المسرح، وتواصل الغناء، والجمهور يصفّق إعجاباً بها.
والاستعراض غير المألوف لدى عشاق الطرب يتكرر في حفلات أمينة فاخت لكنه لا يثير الاستهجان طالما وان الفنانة التونسية تدغدغ مشاعر الحاضرين وتداعب أحاسيسهم بصوت جوهري يصل الى الأعماق دون استئذان، ويكتفي بعض النقاد بالتعبير عن استغرابهم من تصرفاتها لكن دون ان يؤثر كلامهم على عشاق فنها وما أكثرهم.
ومن المعروف ان أمينة فاخت تتقاضى أعلى أجر في تونس مقارنة بالمطربات التونسيات الأخريات، ويقال إنها تسلمت ما يعادل 50 ألف دولار عن حفلها في مهرجان قرطاج، وهو أعلى من أجر الفنانة التونسية صوفية صادق عن حفلها في نفس المهرجان.
وتوجد منافسة فنية شرسة بين أمينة وصوفية صادق باعتبارهما من أشهر النجوم في تونس.
ويقال إنّ أمينة امرأة تبخل بالإنفاق على فنّها، ورغم أنها تغنم الكثير إلا أنها تنفق القليل، وتكتفي بأغنيات قديمة لها وبترديد أغاني أم كلثوم، فريد الأطرش، ملحم بركات.
وقد حصل بين الفنانة التونسية والملحن والمطرب اللبناني خلاف حاد عندما قامت بغناء "ولامرّة" في جميع حفلاتها دون استشارته، وحصدت بها نجاحاً باهرا.

وأعلنت إدارة مهرجان قرطاج الدولي الأربعاء برنامج الدورة الرابعة والخمسين لأعرق المهرجانات الفنية التونسية وضم مجموعة من نجوم الغناء العرب والأجانب إضافة لعروض موسيقية ومسرحية متنوعة.
وتقام الدورة الجديدة للمهرجان في الفترة من 13 يوليو/تموز إلى 17 أغسطس/آب على المسرح الأثري الروماني بقرطاج.
وقال مختار الرصاع مدير مهرجان قرطاج في مؤتمر صحفي الاربعاء "اختارت إدارة المهرجان عروضا فنية غنائية وموسيقية ومسرحية وسينمائية متنوعة وحاولت أن تحافظ على مستوى جيد يلبي كل الأذواق في ظل الميزانية المالية المرصودة للمهرجان".
وأضاف "الفنانون المشاركون في الدورة الجديدة من المهرجان يتمتعون بجماهيرية كبيرة في تونس أمثال كاظم الساهر وماجدة الرومي وأمينة فاخت".
كما يستضيف المهرجان النجمة يسرى المحنوش والفنانة هالة المالكي وحسان الدوس من تونس ومن لبنان ملحم زين وهبة طوجي ومن مصر آبو وياسمين علي ومن فلسطين أمل مرقص وأمير دندن.