تقنية ترفيهية جديدة تغزو كل حواس المستخدم
انهايم (الولايات المتحدة) - تشهد تجربة "ذي فويد"، وهي شكل جديد من أشكال الترفيه بـ"الواقع الفائق" (هايبر رياليتي)، رواجا كبيرا بتقنيتها المتطورة التي تنصهر فيها الأفلام بالواقع الافتراضي والمؤثرات الخاصة المحفّزة للحواس.
سرعان ما يتحول المستخدم فور اعتمار خوذته إلى متمرد يواجه جنود الإمبراطورية أو وحش، متنقلا من مركبة فضائية إلى أخرى.
ويدعو الروبوت الصغير "سي-3بو" اللاعبين إلى إدخال رمز وسرعان ما ينصاعون لاوامره بايديهم المغطاة بدرع بيضاء. وهم يلتقون أيضا بنظيره "ار2 دي2" ويلامسونه. ويتقدم شركاؤهم الى جانبهم في هذه المسارات الفلكية وعندما يصابون برصاصة أطلقت من سلاح لايزر، يشعرون بهزة طفيفة.
في فرع انهايم في كاليفورنيا المحاذي لمجمع "ديزني لاند"، يرتدي الزوار سترة ثقيلة مزودة بأجهزة استشعار وبرمجيات ويعتمرون خوذة لخوض "أسرار الإمبراطورية " (سيكريتس أوف ذي إمباير)، وهو عمل أنتج بالتعاون مع شركة "لوكاس فيلم" المالكة لسلسلة "حرب النجوم" والتابعة لمجموعة "ديزني".
وتحفّز تجربة "ذي فويد"، "كلّ الحواس، من البصر إلى السمع مرورا باللمس والشمّ وحتّى الشعور بتغير الحرارة"، على ما يقول جون كيركباتريك المدير المسؤول عن التسويق لوكالة فرانس برس.
ويروي شون أوشيكا المستشار المعني بشؤون التكنولوجيا "كنت أشعر فعلا أنني في قلب أحداث الفيلم وأنني عضو في جماعة المتمردين. وإنه لأمر رائع بالفعل. وعندما أصابتني طلقات رصاص، تفاجأت كثيرا".
وتكلّف هذه التجربة حوالى 30 دولارا ولا تتعدى مدتها 10 دقائق ويتوافد الزوار إلى "ذي فويد" بمعدّل 500 في اليوم الواحد.
تطبيقات متعددة
وقد صممت "ذي فويد" مسارا روائيا حول فيلم "غوستابسترز" وآخر يتمحور على منزل مسكون من المزمع طرحه لمناسبة هالوين. وتضم المجموعة فروعا في الولايات المتحدة وكندا ودبي ولندن وتأمل أن يتسع نطاقها سريعا على الصعيد الدولي.
ومن المستحسن ممارسة هذه اللعبة بشكل جماعي مع أزواج أو أفراد العائلة أو زمرة أصدقاء يمرحون معا ويوجهون الطلقات وينخفضون لتفادي إصابتهم.
والديكور بسيط جدا، هي قاعة مساحتها حوالى عشرة أمتار مربعة فيها حواجز لتحديد المسارات. وتساهم عشرات الكاميرات وأجهزة الاستشعار في إحداث المؤثرات الخاصة، إلى جانب أدوات بسيطة كمدفأة للحرّ ومروحة للهواء وسجادة عشبية.
وتلقى هذه التقنية رواجا متزايدا في المراكز التجارية ومجمعات السينما والمتنزهات الترفيهية.
ويتوقع جيريمي بيلنوسن من مختبر التفاعلات البشرية الافتراضية في جامعة ستانفورد أن تزدهر هذه التكنولوجيا في السنوات المقبلة، ويذكر خصوصا شركة "نوماديك" المنافسة لـ"ذي فويد".
خلافا لألعاب الفيديو التي قد تزيد من عزلة اللاعبين، تساهم تقنية الواقع الافتراضي في تعزيز الانفتاح على الغير وحتى التعاطف معه بواسطة التفاعل بين المشاركين
والأدلة كثيرة على ذلك، فمجموعة "فوكس" عرضت مؤخرا "إليين:ديسنت" في مركز تجاري في منطقة أورانج وفتح مركز "ايماكس في ار" للواقع الافتراضي في مجمّع تجاري آخر في لوس أنجليس... وهي كلّها سبل ترويج جديدة لأعمال الاستوديوهات.
وخلافا لألعاب الفيديو التي قد تزيد من عزلة اللاعبين وتبعدهم عن الواقع، تساهم تقنية الواقع الافتراضي في نظر مروجيها، في تعزيز الانفتاح على الغير وحتى التعاطف معه، بواسطة التفاعل بين المشاركين لفترة محددة والانغماس في اجواء ما.
فـ "كارنه اي ارينا" للمخرج المكسيكي أليخاندرو إنيياريتو الحائز جوائز أوسكار عدة عن أعماله، ينقل المشاهد إلى صحراء كاليفورنيا حيث يجتاز مهاجرون الحدود مشيا وتلاحقهم الشرطة والكلاب.
وبالإضافة إلى الطابع الترفيهي، كثيرة هي تطبيقات الواقع المعظّم، فقد بدأ مهندسون يلجأون إليها لعرض مشاريعهم وهي خاضت مجال التعليم ومن المرتقب أن تحوّل "سوني" قريبا معرضا لقي نجاحا كبيرا عن ديفيد بووي إلى الواقع الافتراضي المعزز.
ويؤكد جيريمي بيلنسون أنه استحدث تجربة حول تحمض المحيطات لرفع الوعي في أوساط الطلاب بشأن التغير المناخي.