انحسر وباء الكوليرا في الجزائر ولم تهدأ ارتداداته

وزارة الصحية الجزائرية تعلن أن وباء الكوليرا الذي انتشر في ست محافظات بات محصورا في محافظة واحدة وأن عدد المصابين تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة بعد أن سادت البلاد حالة من الفوضى بسبب سوء التعاطي الرسمي مع الأزمة.

سوء إدارة أزمة انتشار الكوليرا أثار غضبا شعبيا في الجزائر
كثرة الإصابات فضحت التكتم الرسمي على انتشار الكوليرا
التلوث والإهمال وراء انتشار الوباء

الجزائر - بدأ وباء الكوليرا الذي انتشر في عدة محافظات جزائرية في الانحسار، بحسب الإعلانات الرسمية، لكن ارتداداته لم تهدأ مع حالة الفوضى التي رافقت ظهوره وسوء إدارة الأزمة وحالة الخوف التي سادت الشارع الجزائري خاصة بعد أن أحاطت السلطات الأمر بتكتم شديدة قبل أن تفضح كثرة الإصابات الأمر.  

وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية الخميس أن وباء الكوليرا الذي أعلن تفشيه بداية اغسطس/اب في الجزائر، بات محصورا في ولاية (محافظة) واحدة من ست محافظات كان سجل فيها وأن عدد المصابين تراجع كثيرا في الأيام الأخيرة.

وقالت الوزارة في بيان إن "الوباء بات محصورا حاليا في ولاية البليدة" الواقعة على بعد 50 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية.

وأضافت أن عدد الأشخاص الذين أودعوا المستشفيات بسبب الاشتباه بإصابتهم بالكوليرا تراجع إلى أكثر من النصف (56 بالمئة) "في الأيام الثلاثة الأخيرة" وأن نحو ثلثي (61 بالمئة) المرضى البالغ عددهم نحو 200 شخص الذين ادخلوا المستشفيات غادروها إلى منازلهم.

وأوضحت الوزارة أن جميع المرضى الذين أودعوا مستشفى القطار بالعاصمة وهو إحدى مؤسستين صحيتين تم جمع جميع المشتبه بإصابتهم فيها للحجر الصحي، قد غادروا المستشفى.

التلوث والاهمال وراء انتشار وباء الكوليرا في الجزائر
التلوث والاهمال وراء انتشار وباء الكوليرا في الجزائر

وفي المقابل لا تزال المؤسسة الثانية وهي مستشفى بوفاريك في محافظة البليدة تستقبل مصابين.

وظهر وباء الكوليرا الذي كانت آخر حالاته المعزولة سجلت في الجزائر في 1996، مجددا في بداية اغسطس/اب وانتشر في ست محافظات هي الجزائر العاصمة والبليدة وتيبازة والبويرة والمدية وعين الدفلة.

ومنذ بداية اغسطس/اب تم تأكيد وجود 62 إصابة بالكوليرا أدت إلى وفاة شخصين وذلك بحسب آخر أرقام وزارة الصحة قبل يومين.

والكوليرا هي عبارة عن عدوى معوية حادة تنجم عن تناول طعام أو مياه ملوثة تسبب قوّة الإسهال والقيء ويمكن أن تؤدي إلى الجفاف الشديد والموت في غياب العلاج الفوري.

وأعلن وزير الموارد المائية حسين نسيب اليوم الخميس أن معظم الينابيع الطبيعية للمياه المتواجدة عبر التراب الجزائري ليست مراقبة من طرف المؤسسات التابعة لدائرته الوزارية وإنما من قبل مكاتب النظافة للبلديات.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن نسيب قوله في تصريح للصحافة على هامش زيارته التفقدية لمحافظة وهران أنه "تم إحصاء حوالي 5000 منبع مائي طبيعي تتوزع عبر التراب الوطني خاصة المناطق الجبلية من بينها ينابيع كبيرة تلعب دورا كبيرا في الوفرة المائية".

وأوضح  أن 5 أو 6 بالمئة من هذه الينابيع يتم مراقبتها بشكل مستمر من قبل الشركة الجزائرية للمياه على غرار مؤسسات أخرى تابعة للوزارة.