
العراق يعلق العمل في ميناء أم قصر مع تصاعد الاحتجاج
البصرة (العراق) - قال موظفون إنه جرى تعليق جميع العمليات في ميناء أم قصر للبضائع قرب البصرة في العراق الخميس فيما أغلق محتجون مدخله خلال الليل.
وامتدت الاحتجاجات التي اجتاحت جنوب العراق في الشهور الأخيرة إلى الميناء الأمر الذي يزيد المخاوف من الاضطرابات التي تشهدها البلاد. ويستقبل ميناء أم قصر واردات الحبوب والزيوت النباتية وشحنات السكر إلى البلد الذي يعتمد بنسبة كبيرة على المواد الغذائية المستوردة.
وقالت مصادر صحية وأمنية عراقية إن محتجا لاقى حتفه بينما أصيب 25 آخرون خلال اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن مساء الأربعاء في مدينة البصرة النفطية بجنوب العراق.
وامتدت المظاهرات إلى الميناء مساء الأربعاء. وجاء ذلك التحرك بعد ساعات من إضرام محتجين النار في مبنى الحكومة الرئيسي في مدينة البصرة النفطية، ثاني كبرى مدن العراق. وقطع المتظاهرون الطريق السريع من البصرة إلى بغداد.
وقال أحد المسؤولين "أغلق المحتجون المدخل الرئيسي للميناء. الشاحنات التي تحمل الإمدادات لا يمكنها دخول المنشأة أو مغادرتها".
ومن شأن أي تعطل محتمل للإنتاج النفطي أن يؤثر بشدة على اقتصاد العراق الضعيف بينما تواجه الدولة العضو في منظمة أوبك مهمة إعادة الإعمار الشاقة بعد حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية كلفتها عشرات المليارات من الدولارات.

ويستقبل الميناء شحنات الحبوب والخضر والزيوت والسكر القادمة إلى العراق. ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان للاضطرابات تأثير شديد على عمليات الميناء.
وتسلط الاضطرابات الضوء على إهمال الجنوب منذ عقود. وتعاني المنطقة من انقطاع الكهرباء والبطالة واستشراء الفساد.
وفي وقت سابق استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع وأطلقت الأعيرة النارية في الهواء في محاولة لتفريق المحتجين.
وزاد مقتل خمسة محتجين في اشتباكات مع قوات الأمن الثلاثاء من حالة الغضب في المدينة النفطية.
وذكرت مصادر أمنية وصحية أن 22 من أفراد قوات الأمن أصيبوا في اضطرابات الثلاثاء، بعضهم نتيجة إلقاء قنبلة يدوية.
ويقول سكان البصرة إن الملح المتسرب إلى إمدادات المياه يجعلها غير صالحة للشرب وأدى إلى دخول المئات المستشفيات. ويقولون إن هذا دليل على أن السلطات ساهمت في انهيار البنية الأساسية في ذلك الجزء من العراق الذي ينتج معظم ثروته النفطية.
وتمثل صادرات النفط من البصرة أكثر من 95 في المئة من إيرادات الدولة.
والبصرة هي معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر والزعيم السابق لفصيل مسلح مناوئ للولايات المتحدة والذي يقدم نفسه على أنه مناهض للفساد.
وزاد الغضب الشعبي في وقت يواجه فيه الساسة صعوبة في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات برلمانية غير حاسمة في مايو/أيار.
وحل تكتل الصدر في المركز الأول في الانتخابات التي شابتها مزاعم فساد أدت إلى إعادة فرز الأصوات.
وعبر المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني عن دعمه للاحتجاجات.