موسكو تريد من تركيا فصل المتشددين عن المعارضة المعتدلة

المبعوث الروسي إلى سوريا يلقي بمسؤولية فصل الإسلاميين المتشددين من جماعة جبهة النصرة وغيرها من الجماعات المتطرفة عن المعارضة المعتدلة كون محافظة ادلب تقع بشكل ما ضمن مسؤوليتها.

روسيا تميل لعدم استخدام القوة في ادلب بشروط
موسكو تتهم المتشددين بأخذ المدنيين رهينة ودروعا بشرية
الروس يشيرون إلى أن عدد المتطرفين لا يزال كبيرا جدا في ادلب

جنيف - قال المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا الكسندر لافرينتيف اليوم الثلاثاء إن موسكو تأمل بالتوصل لحل سلمي للوضع في محافظة إدلب السورية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة، لكنها تعتقد أن على تركيا مسؤولية فصل الإسلاميين المتشددين عن المعارضة المعتدلة.

وقال لافرينتيف للصحفيين بعد محادثات في جنيف مع مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا "نقول إن من الأفضل تسوية الوضع في إدلب بطريقة سلمية. من الممكن تفادي استخدام القوة المسلحة".

وأضاف قائلا "محافظة إدلب.. هي بشكل ما منطقة تقع ضمن مسؤولية تركيا ومسؤوليتها فصل المعارضة المعتدلة عن المتطرفين من جبهة النصرة وجماعات أخرى وجماعات إرهابية أخرى".

وفي تصريحات المبعوث الروسي إشارات واضحة إلى ارتباط تركيا بجماعات متطرفة في سوريا في تأكيد لاتهامات سابقة نفتها أنقرة.

كما أن تأكيد لافرينتيف على مسؤولية تركيا في فصل المتشددين عن المعارضة المعتدلة، يعني ضمنا إلقاء الكرة في ملعب أنقرة لوقف الهجوم المرتقب على ادلب ويعني أيضا أن موسكو غير راغبة على الأقل في الظهور بمظهر الدافع لشن الهجوم.

 ومحافظة إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا هي آخر معقل رئيسي لمقاتلي المعارضة، وتصفها الأمم المتحدة بأنها أرض يتجمع بها النازحون والذين تم إجلاؤهم من مناطق أخرى في سوريا خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.

وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادتها بدعم من حلفائه الروس والإيرانيين، لكن الأمم المتحدة حذّرت من أن أي هجوم قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وقد يشرد 800 ألف شخص.

وقال لافرينتيف إن عدد المتشددين في هذه المنطقة مازال كبيرا جدا وبعضهم يستخدم المدنيين دروعا بشرية، لكنه أضاف أن الجيش سيسعى إلى تقليل عدد الضحايا من المدنيين إلى أدنى حد في حالة نشوب معركة.

وقال المبعوث إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان يعملان بجد للتوصل لحل، مضيفا أن روسيا وتركيا تعرفان أماكن مواقع المتشددين.

وأشار أيضا إلى أنه "يصعب جدا على الأتراك استكمال دورهم في المهمة. نحاول إيجاد حل لهذه المشكلة ولكن كما نرى فهذا هو السبيل الوحيد. يجب فصلهم".

وقال إنه يستحيل تخيل ترك المنطقة في يد من وصفهم بجماعات إرهابية، مع خضوع جيب لسيطرتهم، مما سيمثل تهديدا للمنطقة والعالم.

وقال "لأنهم اليوم موجودون هنا سيكونون غدا في دول أخرى وفي أوروبا أيضا أو ربما في الولايات المتحدة. هذا هو سبب ضرورة التخلص منهم كظاهرة".

وعندما سئل عما يقصده بالتخلص منهم قال "إذا استسلموا سيكون هذا أفضل قرار".