هدأ وباء الكوليرا في الجزائر ولم يهدأ ضجيجه السياسي

نواب من حزب معارض يطالبون بلجنة تحقيق برلمانية حول تفشي وباء الكوليرا بعدد من المحافظات الجزائرية وأسباب تكتم السلطات المعنية عليه قبل أن تفضح عشرات حالات المصابين الصمت الرسمي.

الجزائر لا تزال تعيش على وقع انتشار وباء الكوليرا
الصمت الرسمي عن انتشار الكوليرا أثار انتقادات حادة
الجزائريون ينتظرون توضيحا لفوضى رافقت التعامل الرسمي مع الوباء

الجزائر - انحسر وباء الكوليرا في الجزائر لكن تداعيات ظهور الوباء وطريقة تعامل الجهات الرسمية في الدولة بما فيها الحكومة ووزارة الصحة والهيئات المحلية والجهوية مع الوباء والتأخر المتعمد على الأرجح عن إعلان ظهوره، لا تزال تلقي بظلالها على المشهد السياسي الجزائري وسط جدل لم يهدأ تقريبا.

وفي أحدث تطور في هذا الملف، طالب نواب من ثلاثة أحزاب معارضة في "المجلس الشعبي الوطني" بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية "حول تفشي وباء الكوليرا" الذي أدى إلى وفاة شخصين، بحسب بيان لحزب جبهة القوى الاشتراكية الثلاثاء.

وأفاد البيان بأن "المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية بادرت أمس الاثنين إلى تقديم لرئيس المجلس الشعبي الوطني لائحة لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية حول ظهور وتفشي وباء الكوليرا في بعض الولايات (المحافظات)".

ومنذ عودة ظهور الوباء في 7 أغسطس/اب بعد 22 عاما من اختفائه، تم تسجيل 98 إصابة مؤكدة توفي منها مريضان.

وتابع أن "ظهور هذا المرض المصنف من القرون الوسطى يعطي صورة مهينة للمنظومة الصحية في بلادنا"، كما انتقد "الطريقة العشوائية التي عالجت بها مختلف الوزارات المعنية هذا التهديد الصحي للمواطنين".

وأضاف بيان المجموعة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية التي تضم 14 نائبا من أصل 462 أن الاقتراح يلقى دعم بعض نواب حزب العمال (11 نائبا) وحركة مجتمع السلم (34  نائبا).

وينص النظام الداخلي للبرلمان على أن أي طلب لتشكيل لجنة تحقيق يتطلب توقيع 20 نائبا على الأقل ثم يعرض للتصويت في المجلس الذي تسيطر عليه غالبية مطلقة من الحزبين الحاكمين جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي.

وتعرضت الحكومة ووزارة الصحة خصوصا لانتقادات حادة بسبب الفوضى التي رافقت التعاطي الرسمي مع ظهور وباء الكوليرا، والتأخر في الإعلان عنه.

وبحسب متحدث باسم حزب جبهة القوى الاشتراكية، يوغرطا عبو، فإن الهدف من لجنة التحقيق هو "تحديد المسؤوليات ومعرفة الأسباب الحقيقية لظهور الوباء"، لكن أيضا "الإجراءات التي اتخذتها السلطات لوضع حد للمرض وهل تحركت في الوقت المناسب أو تأخرت".