الهولوغرام تبعث الموتى وتثير الجدل

عمان - يثير استخدام تقنية الهولوغرام في تجسيد نجوم غناء وموسيقى متوفين ووضعهم كصور متحركة وثلاثية الأبعاد على المسارح والمنصات أمام الجمهور، جدلا أخلاقيا وقانونيا على الرغم من أن التقنية لم تقدم حتى الآن إلا إمكانيات متواضعة في التشكيل والوضوح والتمثيل.
والهولوغرام، هو تصوير مجسم عبارة عن تقنية تتيح إعادة تكوين صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة فى الفضاء الطلق، وليس على جسم مسطح، ودون الحاجة لنظارات او أي معدات خاصة لمشاهدتها وتعتمد على أشعة الليزر.
كما تمكن التقنية في بعض الاحيان من التفاعل مع الاجسام الافتراضية.
وكان أول ظهور لهذه التقنية في مجال الغناء والموسيقى، في العام 2012، حين ظهر مغني الراب الاميركي توباك على خشبة المسرح في مهرجان كواتشيلا في كاليفورنيا بعد اكثر من خمسة عشر عاما على مقتله برصاص اطلقه عليه مجهول.

بعد ذلك بعامين، خُيل للحاضرين في حفل بيلبوردز ميزيك اووردز ان مايكل جاكسون قام من بين الاموات ووقف يغني امامهم على خشبة المسرح.
وأصبحت مشاهدة نجوم راحلين مثل ويتني هوستن وبيلي هوليداي والفيس برسلي وهم يغنون على المسرح غير مستحيلة. 
وفي السنوات الأخيرة باتت هذه الظاهرة تتكرر بوتيرة متسارعة، فقد كشف فيديو دعائي نشر في اكتوبر/تشرين الاول عن حفل تحييه المطربة المصرية الراحلة كوكب الشرق أم كلثوم في السعودية، لأول مرة، العام المقبل بتقنية الهولوغرام، لكن إخراج الموسيقيين والمطربين من حياتهم الأبدية إلى جولات فنية على مسارح العالم يشعل انتقادات وتساؤلات تتعلق بالحدود التقنية للصناعة الجديدة، فضلًا عن الجدل القانوني والحقوق المالية والملكية الفكرية.
ووفقا لموقع مرصد المستقبل الإماراتي،  يتوقع الباحث الرقمي في جامعة سيدني، مايك سيمور أن يسمح التعلم العميق للآلات، للصور المجسمة لموتى من زمن بعيد، بالتفاعل مع الجمهور والارتجال؛ على الرغم من أن الصور الهولوغرامية في الوقت الحاضر لم تصل حتى الآن سوى للإمكانيات المتوسطة فقط.
ويثار الجدال القانوني في الولايات المتحدة حول آلية التعامل مع عروض الصور الهولوغرامية للحياة بعد الموت، فهناك مفهوم قانوني يُدعى الحق العام، يمنح الشخص أو الولاية الحق بالاستفادة من النتاج الفني للشخص المتوفي.

ويرى حقوقيون أنه وبعيد عن كل الجدال القانوني وحقوق الملكية الفكرية والمالية فإن في تجسيد الفنان بعد موته وإخراجه في جولة، شيئًا من عدم الاحترام، على الرغم من حماس الجمهور المعجب المتعطش لرؤية لمشاهدة نجمه المفضل حتى لو كان صورة وهمية.
ويوضح سيمور "إذا شعرت بالفزع من الفكرة لاعتقادك أنها إهانة للعمل الأصلي فستكرهها، أما إن كنت من المعجبين المحبين لمشاهدة الأغنية مرة أخرى فإنك ستتحمس لها".
ويعتقد مسؤولون في شركات تعمل على تصميم تطبيقات لتشارك الافلام أنه "لا بأس في لقاء الفنانين الراحلين، ربما هناك دوافع تجارية لهذا الامر، لكني لا اعرف الى اي مدى يمكن ان يصل".
ويرى منتجون ان سوق هذه التقنية سيكون اقوى من قبل على الرغم من كل الجدال والانتقاد، مبدين حماسا لفكرة اقامة عرض مع وجود راقصين محيطين بالمغني على طريقة عروض برودواي.
ويعتبر نقاد موسيقيون تجسيد شخص متوفى بواسطة صور الهولوغرام امرا جذابا، إلا أنهم يرون أن اقامة عرض منها على خشبة المسرح لا يبدو مثيرا للاهتمام.