ملايين الأشخاص يشترون الأماني في أكبر تجمع ديني بالعالم
برايجراج (الهند) - تستقبل مدينة برايجراج بولاية أوتار براديش، شمال الهند، مهرجان "ماها كومبه ميلا" أو (مهرجان الإبريق المقدس) خلال هذا الأسبوع، في أكبر تجمع ديني على مستوى العالم.
وتوقعت الحكومة الهندية أن يجتذب مهرجان "ماها كومبه ميلا"، ما بين 100 و150 مليون شخص، من بينهم مليون سائح أجنبي، وذلك على مدار 8 أسابيع، تبدأ يوم 15 يناير/كانون الثاني الجاري، ووصفت حجم الجهود المبذولة لإطعام وإيواء الزوار بـ "الهائل".
وقام منظمو المهرجان ببناء جسور مؤقتة، و600 مطبخ ضخم، ونصبت الخيام الكبيرة التي يمكن لكل واحدة منها أن تتسع لآلاف الزوار في وقت واحد، كما قاموا بتوفير أكثر من 100 ألف حمام متنقل.
وخلال مهرجان "ماها كومبه ميلا"، تقام الصلوات الهندوسية برسوم تُدفع مقابل تحقيق الأماني، إضافة إلى الاستحمام في مياه نهر الغانج المقدس، لاعتقادهم أنه يغسل الخطايا ويهذب النفس، ويحررها من دورة الولادة والموت.
ويعقد مهرجان "ماها كومبه ميلا" مرة واحدة كل 3 أعوام في واحدة من أربع مدن على ضفاف الأنهار المقدسة بالهند، أكبرها مدينة برايجراج.
وهذا العام تقام الصلوات عند نقطة التقاء نهري الغانج ويامونا مع نهر أسطوري ثالث.
والمهرجان مصنف ضمن قائمة اليونسكو للتراث غير المادي للبشرية، وهو مزار يرتاده الملايين بلا دعوة. ويضم هذا الجمع الهائل الزهاد والقديسين والنسّاك (من طبقة السادهو) والمتعبدين من فئة الكالبافاسي والزوار.
ويحضر هذا التجمع البشري الهائل ملايين الناس بغض النظر عن الطائفة أو العقيدة أو نوع الجنس. ولهذا المهرجان دور روحي أساسي في البلاد وله تأثير هائل على الهنود العاديين. ويجمع الحدث بين علم الفلك، والتنجيم، والروحانية، والتقاليد الطقسية، والعادات والممارسات الثقافية والاجتماعية، ما يجعله مهرجاناً زاخراً بالمعرفة بتجلياتها المختلفة.
وبما أن المهرجان يقام في أربع مدن مختلفة في الهند، صار من الطبيعي أن يعبر عن أنشطة اجتماعية وثقافية مختلفة، ما جعله بالتالي مهرجاناً متنوعاً على المستوى الثقافي.
وتُستقى المعارف والمهارات المتعلقة بهذه التقاليد من المخطوطات الدينية القديمة، والتقاليد الشفوية، وكتب الرحلات التاريخية والنصوص التي كتبها كبار المؤرخين.