تقنية 'الآباء الثلاثة' تواصل منح الأمومة رغم الجدل

التكنولوجيا الجديدة تعد الحل الأمثل لتفادي نقل الأمراض الوراثية الخطيرة من الأم إلى الجنين من خلال استبدال الحمض غير السليم بآخر من امرأة أخرى.
ثورة في مجال العلاج الجيني
التقنية ممنوعة في بلدان كثيرة حول العالم
طريقة تسمح للآباء الذين يعانون من طفرات وراثية بإنجاب أطفال أصحاء
التقنية تسجل ثالث نجاح في ولادة أطفال أصحاء

لندن - تواصل تقنية التخصيب الصناعي المعدلة وراثيا والتي تنتج عن أب وأم وامرأة متبرعة، أو ما اصطلح على تسميتها بتقنية الآباء الثلاثة، نجاحها في ثالث تجربة لها على يد علماء من اسبانيا.
 منح علماء الوراثة الإسبان من جامعة برشلونة، الأمومة لامرأة يونانية تعاني من العقم في أول عملية تخصيب "طفل من ثلاثة آباء" تجري في اسبانيا، وتستعد المرأة اليونانية لتصبح أما، حيث أنها في آخر مراحل الحمل. 
وتعد حالة الإنجاب بتكنولوجيا الآباء الثلاثة ثورة كبيرة في مجال العلاج الجيني الإحيائي، رغم أنها لاقت جدلا كبيرا، وتم رفضها من جهات كثيرة في العالم لكونها تجاوزا صارخا للخطوط الحمراء في علم الهندسة الوراثية.

يستبعد العلماء انتشار التقنية على نطاق واسع لأنها تحتاج إلى كادر علمي بكفاءة عالية ومختبرات بظروف خاصة

وتسمح التقنية الجديدة للآباء الذين يعانون من طفرات وراثية نادرة بإنجاب أطفال بصحة جيدة.
وكانت أول ولادة ناجحة بهذه التقنية حدثت في العام 2016 حيث ولد الطفل إبراهيم لأب وأم أردنيين في مستشفى بالمكسيك بإشراف فريق طبي من مدينة نيويورك الأميركية قاده الدكتور جون تشانغ، والمولود عبارة عن بويضة تشكلت من الوالدين، وجرى الاستعانة ببويضة من سيدة ثالثة.
وشهدت أوكرانيا في العام 2017 ولادة أول طفلة أنثى في العالم عبر هذه التقنية لأمّ تبلغ من العمر 34 عاماً، وتعاني حالة من العقم، وقد حاول الزوجان الإنجاب طوال عشر سنوات، إلا أنّ محاولاتهما باءت بالفش، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية من أجل معالجة مشكلة الخصوبة لدى الزوجين.
واختبرت هذه التقنية لأول مرة عام 2009  بنقل نواة البويضة المخصبة إلى بويضة المتبرع التي تستأصل منها النواة مسبقا على القردة.  
وأجري الاختبار أيضا على الفئران واكتشف العلماء أن هذه الطريقة يمكن استخدامها في النساء اللواتي يعانين من مختلف أشكال العقم، عندما تكون البويضة قادرة على الالتحام بالحيوان المنوي ولكنها غير قادرة على الانقسام.

تقنية الآباء الثلاثة
الطفل إبراهيم الأردني أول مولود ذكر من ثلاثة آباء

وتعتبر تقنية الآباء الثلاثة من وجهة نظر مهندسي الجينات الحل الأمثل لتفادي نقل الأمراض الوراثية الخطيرة من الأم إلى الجنين من خلال استبدال الحمض غير السليم بآخر من فرد ثالث.
وتتيح بأن يرث المولود الحمض النووي من ثلاثة آباء بيولوجيين، الأم والأب والمرأة المتبرعة، وأكد العلماء أن أقل من 0.1% من جينات الطفل ستأتي من المتبرع في شكل حمض نووي متقدري.
وتشمل أمراض المتقدرات أو الأمراض المتوارثة أمراض القلب والكبد وفقدان التناسق العضلي وحالات خطيرة أخرى مثل ضمور العضلات، وهذه التقنية الجديدة تضمن سلامة الأجيال من تأثيرها المدمر على حياتهم في حال ورثوها من آبائهم.
ويستبعد باحثون في علم الخصوبة والوراثة انتشار تقنية الآباء الثلاثة على نطاق واسع لأنها تحتاج إلى كادر علمي بكفاءة عالية ومختبرات بظروف خاصة.