اللبنانية ريا الحسن أول امرأة عربية على رأس وزارة الداخلية

التشكيل الوزاري الجديد في الحكومة اللبنانية يضم 4 نساء وتكليف ريا حفار الحسن بحقيبة وزارة الداخلية يعتبر سابقة في تاريخ لبنان والعالم العربي.
حكومة الحريري تضم أربع نساء للمرة الأولى في تاريخ لبنان
المحاصصة الطائفية عطلت تشكيل الحكومة اللبنانية لمدة 9 أشهر

بيروت - ضمت الحكومة اللبنانية الجديدة التي أُعلن تشكيلها الخميس أربع سيدات من ثلاثين وزيراً، في سابقة هي الأولى في تاريخ الحكومات في لبنان، تتولى اثنتنان منهن وزارتي الداخلية والطاقة اللتين تعدان من الحقائب الرئيسية.

وتباينت مشاعر اللبنانيين وردود أفعالهم فور الكشف عن أسماء الوزراء الجدد. وتراوحت ردود الفعل بين الأمل والسخرية.

فيما لاقت خطوة اختيار النساء الأربع ترحيب منظمات وحملات داعمة لتعزيز حضور المرأة في الحياة السياسية، آملة أن تكون مقدمة لمشاركة نسائية أكبر في بلد لطالما كان فيه النظام السياسي يقوم على تقاسم السلطة بين الطوائف الدينية المختلفة.

واختار تيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري وزيرتين لتولي حقيبتين من خمس حقائب حصل عليها في الحكومة، كما اختار كل من التيار الوطني الحر الذي يتزعمه الرئيس اللبناني ميشال عون والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع امرأة لتولي حقيبة من ضمن حصتيهما الوزاريتين.

للمرة الثانية، يختار الحريري ريا حفار الحسن المقربة منه لتمثيله في الحكومة كوزيرة داخلية، بعدما تولت حقيبة المالية في أول حكومة شكلها بين العامين 2009 و2011.

وشكّل تعيين ريا حفار الحسن في الحكومة اللبنانية الجديدة حدثًا في حد ذاته، حيث سرقت الأضواء من المحاصصة الطائفية في توزيع الحقائب الوزارية التي جعلت البلاد في حالة ضوضاء لمدة 9 أشهر، فهي أول امرأة عربية تتولى قيادة وزارة الداخلية التي تعتبر من أهم الوزارات ذات الثقل.
وكشفت الحسن تفاجؤها بتعيينها وزيرة للداخلية، مُعربة عن شكرها لرئيس الوزراء إزاء ثقته بها. كما أكدت على صعوبة المهمة وتطلبها جهدًا كبيرًا، وعزمها العمل بشكل جاد على وضع خطة لمواجهة التحديات المستقبلية.

وفي العام 2015 شغلت وزيرة الداخلية الجديدة منصب المديرة العامة للمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس. وعام 1990، حصلت على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، بتخصص التمويل والاستثمار، من جامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة.
وبين عامي 2009 و2011 تولت الحسن وزارة المالية في حكومة الحريري الأولى.
كما شغلت عدة مهام سياسية وإدارية، سيما المتعلقة منها بتنسيق التمويل والدعم الدوليين لبرامج ومشاريع وقضايا مختلفة في البلاد، وما يترتب عليها من إصلاحات داخلية.
وعلى مدار 3 عقود، اكتسبت خبرة كبيرة في العمل الحكومي؛ ينتظر اللبنانيون أن تنعكس إيجابًا على أدائها في حمل المهمة، التي قد تكون الأصعب في بلد تتنازعه أزمات الطائفية والمحاصصة والخلل الأمني والتهديدات الإقليمية، فضلًا عن المشاكل الاقتصادية.
منذ مطلع التسعينات، عملت الحسن (52 عاماً) المتحدرة من مدينة طرابلس شمال لبنان، وهي أم لثلاث فتيات، في القطاع المصرفي وكمستشارة في وزارات عدة بينها المالية والاقتصاد ثم مسؤولة عن مشاريع عدة في رئاسة الحكومة ومع منظمات دولية لا سيما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

لم تكن وزيرة "المهام الصعبة" السيدة الوحيدة على قائمة الحكومة التي كشف عنها الخميس، إذ تضم التوليفة 3 وزيرات أخريات، عبّر الحريري عن فخره بهنّ جميعًا وببلاده؛ وذلك في تغريدة عبر تويتر.

وتتولت ندى بستاني خوري حقيبة الطاقة والمياه، وهي ناشطة في التيار الوطني الحر، وتعدّ من المقربين من رئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، صهر الرئيس ميشال عون.

ندى بستاني خوري
ندى بستاني خوري

وتتحدر بستاني (36 عاماً) من منطقة كسروان شمال بيروت. وتولت منذ العام 2010 مهام مستشارة وزير الطاقة والمياه، وهو المنصب الذي تعاقب عليه وزراء من التيار الوطني الحر بينهم جبران باسيل.

وتحمل بستاني إجازة في الاقتصاد من جامعة القديس يوسف وتابعت دراساتها العليا في المدرسة العليا للتجارة في باريس، وعملت لمدة أربع سنوات في الاستراتيجيات المالية والعملية لإعادة هيكلة عدد من الشركات الدولية.

وعينت الصحافية مي شدياق وزيرة دولة لشؤون التنمية الإدارية، وهي تمثل حزب القوات اللبنانية الذي يترأسه سمير جعجع ويتقاسم مع التيار الوطني الحر غالبية التأييد في الشارع المسيحي.

وشدياق صحافية معروفة بمواقفها السياسية المناهضة لوجود النظام السوري في لبنان سابقاً ولتدخله في السياسة اللبنانية راهناً. كما تعرف بمواقفها المنتقدة بشدة لحزب الله.

وتعرضت شدياق التي أطلت لسنوات طويلة عبر الشاشة كمقدمة أخبار ومحاورة سياسية، لمحاولة اغتيال عبر تفجير سيارتها في سبتمبر 2005، وبُترت يدها وساقها وخضعت لعمليات جراحية كثيرة من بعدها.

مي شدياق تعرف بمواقفها المنتقدة بشدة لحزب الله
مي شدياق 

ووقعت محاولة اغتيالها ضمن سلسلة من التفجيرات والاغتيالات أودت بعدد من السياسيين والإعلاميين، أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري والسياسي والإعلامي جبران تويني، والصحافي سمير قصير.

وترأس شدياق، وهي أستاذة جامعية منذ العام 1997، مؤسسة تحمل اسمها وتعنى بالتدريب والأبحاث والتربية حول الإعلام والديمقراطية. كما نالت جوائز عالمية عدة، واختارها معهد الصحافة الدولي في العام 2010 "بطلة حرية الصحافة في العالم".

وكانت الوزارة الرابعة من نصيب فيوليت خيرالله الصفدي التي تولت وزارة الدولة لشؤون التأهيل الاقتصادي والاجتماعي للشباب والمرأة.

وتأتي خيرالله (37 عاماً)، وهي مقدمة برامج وإعلامية سابقة، إلى حكومة الحريري من بوابة زوجها، رجل الأعمال والوزير والنائب السابق محمد الصفدي.

درست إدارة الأعمال الدولية في جامعة سيدة اللويزة، وتتابع حالياً دراسات عليا في اختصاص العلاقات الدولية والدبلوماسية في الجامعة ذاتها.

فيوليت خيرالله الصفدي عملت سابقا كمستشارة إعلامية في وزارتي الاقتصاد والمالية
فيوليت خيرالله الصفدي 

وتشغل منذ العام 2010 منصب المدير التنفيذي لـ"مجموعة الصفدي القابضة"، وتترأس عدداً من الجمعيات المحلية والخيرية في مدينة طرابلس في شمال لبنان. وهي من أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية. وقبل زواجها من الصفدي، عملت كمستشارة إعلامية في وزارتي الاقتصاد والمالية في الفترة الممتدة من العام 2010 حتى 2014.

وتضم حكومة الحريري المدعوم من الغرب معظم الفصائل اللبنانية المتنافسة من بينها جماعة حزب الله التي تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة والمدعومة من إيران. وظهرت الجماعة في وضع أقوى بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في السادس من مايو الماضي بفضل مكاسب حلفائها، وهو ما أتاح للجماعة اختيار وزير الصحة الجديد.

وخسر الحريري أكثر من ثلث نوابه في الانتخابات، لكنه احتفظ بموقعه كأكبر زعيم للسنة وهكذا عاد إلى منصب رئيس الوزراء، المخصص للسنة وفقا لنظام لبنان الطائفي في توزيع المناصب بالسلطة، للمرة الثالثة.