دار معنى ببغداد تناقش "مختصر تاريخ الأديان"
بغداد ـ بمناسبة صدور ترجمة كتاب "مختصر تاريخ الاديان" للكاتب ريتشارد هولواي، أقيمت في "دار معنى" ببغداد، ندوة احتفائية حاضر فيها كل من الدكتورة محاسن عبدالقادر (مترجمة الكتاب)، وعباس شمس الدين (الباحث المتخصص بتاريخ الأديان)، وحاورهما الإعلامي والكاتب مازن لطيف.
تضمن النقاش حديثاً عن أهمية الكتاب للقارئ العربي باعتباره يتناول جميع أديان العالم المعروفة، كما تمت الإشارة إلى اختلاف المنهج الذي اتبعه الكاتب في هذا الكتاب عن الكتب المشابهة التي سبقته كونه رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية الاسكتلندية، وعن الطريقة التي تناول الكاتب من خلالها الأديان الثلاثة الرئيسة، وهل كان منحازاً لأحدها على حساب الآخر؟ نوقشت أيضاً التساؤلات التي راودت البشر منذ القدم وكانت سبباً في نشوء مختلف الأديان الوضعية منها والسماوية. فالدين لم يتوقف أبداً عن كونه محوراً للقصة الإنسانية.
كما تحدثت المترجمة عن الصعوبات التي واجهتها في ترجمة هذا النص المتعلق بالأديان، وأكدت المترجمة الدكتورة محاسن عبدالقادر أن النص ملئ بالحكايات والأساطير لأديان مختلفة كالهندوسية والجاينية والبوذية والكونفوشيوسية وغيرها، وكل دين منها له مفرداته الخاصة ومصطلحاته التي تعبر عن مفاهيمه، فكان لا بد من الرجوع إلى مصادر هذه الأديان لتوضيحها للقارئ.
وأضافت بأنه في هذا الكتاب يعيد ريتشارد هولواي سرد تأريخ الدين كله - من فجر المعتقد الديني إلى القرن الحادي والعشرين - بدقة، واحترام عميق، وبلا حكم جاهز، أو رأي مسبق. كما يتوقف عند أهم دافع لنشوء الاديان والذي بدأ بالتساؤل الذي يحير البشرية عن سر وجودنا، ومن أين جئنا، ومن أين نشأ هذا الكون، وإلى أين سنرحل.

وقد تتبع الكاتب آثاراً في الزمن السحيق لطرق دفن الموتى وإقامة الجنازات لتخبرنا عن معتقداتهم الأولية. كما أنه لم يتبع مسارا زمنيا صارما في تعقب ظهور الأديان المختلفة، بل اتبع خطاً متعرجاً زمنياً وجغرافياً لأن المكان لا يقل أهمية عن الزمان في هذه القصة.
يبدأ هولواي مراجعته للأديان في ترتيب زمني تقريبي مع الهندوسية، مع إيمانه بالتناسخ، وتفرعاته، والبوذية والجاينية. ثم يستعرض العهد القديم، من إبراهيم إلى أيوب. كما يغطي الزرادشتية وما يسميه بالديانات الصينية البراغماتية والكونفوشيوسية والطاوية، التي هي فلسفات للعيش، مع محتوى خارق للطبيعة. ثم يليها عرض موجز للشنتو اليابانية والدين اليوناني والروماني.
كما يعطي هولواي لمحة عامة جيدة عن الإسلام، وعن ديانة السيخ، التي أسسها جورو ناناك في محاولة لدمج عناصر الإسلام والهندوسية. وينهى كتابه بفصل عن المسكونية، سواء داخل الكنائس المسيحية أو في حركات أخرى مثل البهائيين.
أما الإجابات التي قدمتها مختلف الأديان على الأسئلة الجوهرية التي تطرحها البشرية على نفسها منذ بدء الخليقة. فقد كانت متباينة للغاية. وهذا ما جعل تأريخ الدين ساحراً للغاية.