تنازلات البشير تفشل في وقف غليان الشارع السوداني
الخرطوم - أطلقت قوات الأمن السودانية، اليوم الأحد، الغاز المسيل للدموع على مئات المحتجين في العاصمة الخرطوم وأم درمان.
وعاد السودانيون، الأحد، إلى التظاهر في عدد من أحياء العاصمة الخرطوم في تحد لقرار الرئيس السوداني عمر البشير أول أمس الجمعة بإعلان حالة الطوارئ .
ودعا تجمع المهنيين السودانيين (تجمع نقابي غير رسمي ) وقوى الحرية والتغيير لثلاثة مواكب اليوم الأحد، بمدن الخرطوم وبحري وأم درمان للاحتجاج على قرارات البشير.
وقال التجمع أمس السبت على تويتر "نحن مكملون حتى النهاية، إنَ فجر الخلاص اقترب، حتى وإن تغافل عن هذه الحقيقة الواهمون".
وقال شهود عيان وناشطون إن 12 من أحياء الخرطوم وبحري وأم درمان شهدت تظاهرات كان أكبرها داخل السوق الكبير في أم درمان .
وقامت القوات الأمنية بتفريق التظاهرات بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإجبار التجار على إغلاق محالهم في أم درمان تزامنا مع آداء مسؤولين جدد اليمين أمام الرئيس عمر البشير الذي حل الحكومة المركزية وحكومات الولايات يوم الجمعة.
وتظاهر الآلاف في حي بري بالخرطوم حيث أغلقوا شارعا رئيسيا وأضرموا النيران في إطارات السيارات، مرددين هتافات "الحرية! الحرية!".
وقال شاهد عيان إن أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة التي أطلقت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة.
وقال بيان رئاسي، اليوم الأحد، إن البشير عين مصطفى يوسف وزيرا للمالية، ليحل محل معتز موسى الذي كان يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء.
وارتدى البشير، الذي يواجه أكبر موجة احتجاجات منذ توليه السلطة قبل 30 عاما، الزي العسكري أثناء مراسم آداء اليمين من جانب نائبه الأول الجديد ورئيس الوزراء وحكام الولايات.
وكان موسى رئيسا للوزراء ووزيرا للمالية لكنه فقد المنصبين خلال يومين. وعين البشير أمس السبت محمد طاهر ايلا رئيسا للوزراء.
وقال البشير في وقت سابق إن ايلا، والي ولاية الجزيرة، قد يخلفه في الرئاسة.
وأصبح وزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف، الذي كان رئيسا للمخابرات العسكرية، النائب الأول للرئيس مع احتفاظه بمنصب وزير الدفاع. وأبقى البشير أيضا على وزيري العدل والخارجية.
وأعلن البشير، يوم الجمعة، حالة الطوارئ في البلاد لعام واحد واستبدل جميع حكام الولايات بمسؤولين عسكريين. وخلال أدائهم اليمين اليوم الأحد، ارتدى الحكام الجدد ومعهم بن عوف الزي العسكري.
كما دعا البشير البرلمان يوم الجمعة إلى تأجيل التعديلات الدستورية التي كان من شأنها أن تسمح له بخوض انتخابات الرئاسة لفترة جديدة.
لكن تجمع المهنيين رفض القرارات التي أعلن عنها البشير وقال في بيان على تويتر "جميعهم قالوا كلمتهم وحدَّدوا هدفهم المُعلن سلفاً في إعلان الحريّة والتغيير وهو إسقاط هذا النِّظام، الذي يحاول الآن يائساً تجديد دماءه وإطالة عمره، إلا أن التَّاريخ علّمنا أن إرادة الشعوب هي التي تنتصر، ولإرادة الشعب السوداني بشبابه وشاباته الكلمة الأخيرة".
كما رفض حزب الأمة أكبر أحزاب المعارضة في البلاد إعلان حالة الطوارئ مؤكدا بأن المتظاهرين سيواصلون تحركهم حتى انتهاء حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
وقال حزب الأمة القومي المعارض في بيان إن "حل الحكومات ... وفرض الطوارئ هو تكرار للفشل الذي ظل حاضرا خلال ثلاثين عاما".
وأضاف البيان أن "الشارع الثائر لن يرضى إلا بتحقيق مطالبه برحيل النظام".