واشنطن تخشى ارتدادات خطيرة لمقاضاة أوبك بدعوى الاحتكار

وزير الطاقة الأميركي يدعو إلى توخي الحذر بشأن تشريع لم يتم إقراره بعد سيسمح لوزارة العدل بمقاضاة أوبك وغيرها من منتجي النفط بسبب تخفيضات في الإنتاج لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأجل الطويل.

إثارة تشريع 'نوبك' يطرح أكثر من نقطة استفهام في توقيتاته وأهدافه
تشريع 'نوبك' قد يكون له تأثير يتجاوز بكثير عواقبه المقصودة
ترامب يضغط على أوبك لخفض أسعار النفط

واشنطن - قال وزير الطاقة الأميركي ريك بيري اليوم الخميس إن الولايات المتحدة بحاجة إلى توخي الحذر بشأن تشريع لم يتم إقراره بعد سيسمح لوزارة العدل بمقاضاة أوبك وغيرها من منتجي النفط بسبب تخفيضات في إنتاج الخام لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأجل الطويل.

وقال بيري في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الطاقة "نحتاج فعلا إلى أن نكون حذرين قبل إقرار تشريع قد يكون له تأثير يتجاوز بكثير عواقبه المقصودة".

وأضاف أن مشروع القانون ربما يتسبب في تقليص إدارة الإمدادات من جانب منتجي النفط في الأسواق العالمية وهو ما قد يؤدي إلى تخمة في النفط وتراجع الأسعار، مضيفا أن ذلك قد يكون له تأثير غير مقصود يدفع في نهاية المطاف الكثير من المنتجين إلى خارج السوق، مما قد يدفع الأسعار للارتفاع.

وأقرت اللجنة القضائية في مجلس النواب بالإجماع في السابع من فبراير/شباط مشروع قانون يلقى دعما من الحزبين الجمهوري والديمقراطي معروف باسم قانون منع التكتلات الاحتكارية لإنتاج وتصدير النفط، أو نوبك.

ومن شأن التشريع تعديل قانون مكافحة الاحتكار الأميركي ليلغي الحصانة السيادية التي حمت طويلا أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة. ويسمح التشريع لوزارة العدل الأميركية بمقاضاة المنظمة أو أي من أعضائها بدعوى التواطؤ.

وقدم السناتور تشاك جراسلي وهو داعم جمهوري لاستخدام الإيثانول المستخرج من الذرة كوقود للسيارات والسناتور آمي كلوبوتشار وهي نائبة ديمقراطية، مشروع قانون مماثلا.

وظهرت نسخ من مشروع القانون في الكونغرس على مدار العشرين عاما الماضية. وجرت الموافقة على مشروع قانون في 2008 لكن الرئيس جورج دبليو بوش لم يوقع التشريع ليصبح قانونا.

وترتفع أسعار النفط بوجه عام هذا العام مع تمسك أوبك وروسيا بتخفيضات في إنتاج الخام على الرغم من ضغوط يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وكتب ترامب على تويتر هذا الأسبوع "أسعار النفط ترتفع أكثر مما ينبغي. أوبك، رجاء استرخوا وخذوا الأمور ببساطة. العالم لا يستطيع تحمل طفرة سعرية - الوضع هش!"

وفي الأسبوع الماضي، قال مسؤول كبير بالإدارة الأميركية حين سُئل عما إذا كان ترامب سيدعم مشروع قانون نوبك "لا ندعم السلوك المشوه للسوق بما في ذلك التكتلات الاحتكارية".

وارتفعت عقود النفط الأميركي 0.49 بالمئة لتبلغ عند التسوية 57.22 دولار للبرميل، بعد انخفاض المخزونات الأميركية وفي الوقت الذي تجاهلت فيه السعودية تعليقات ترامب.

لكن إنتاج النفط الأميركي ارتفع بأكثر من مليوني برميل يوميا على مدار السنة المنقضية ليصل إلى مستوى قياسي عند 12 مليون برميل يوميا، مما يساعد في الحفاظ على توازن الأسواق.

وقال فاتح بيرول المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إن قواعد مرتقبة ستضعها الأمم المتحدة لخفض مكون الكبريت في وقود السفن والمعروفة باسم آي.إم.أو 2020، قد يكون لها بعض التأثير على أسعار الوقود، لكن الأثر لن يمتد طويلا.

وقال بيرول في المؤتمر الصحفي "سيشكل هذا تحديا بالتأكيد، لكن في الوقت نفسه نعلم أن صناعة التكرير تتخذ إجراءات لكي تتكيف مع الأوضاع الجديدة".

وفي رده على سؤال عما إذا كانت إدارة ترامب قلقة بشأن قواعد آي.إم.أو 2020، قال بيري إن الرئيس الأميركي ينتابه القلق دوما بشأن احتمال حدوث قفزات في أسعار النفط.