الغموض ينجلي تدريجيا عن مكونات 'المادة السوداء'

مركز سيرن يطلق تجربة للبحث عن جزئيات مرتبطة بمادة غير مرئية تشكل 27% من الكون وتجمع بين المجرات ولا يمكن رصدها إلا بتأثير قوة الجاذبية.
النتائج العلمية ستظهر بين العامين 2021 و2023

باريس – تطلق المنظمة الأوروبية للبحث النووي (مركز سيرن) تجربة جديدة للبحث عن جزئيات مرتبطة بالمادة السوداء، مثل الفوتونات السوداء.
وينجلي الغموض تدريجيا عن مكونات المادة السوداء بفضل تظافر جهود العلماء لفك ألغازها.
‏يتفق علماء الفلك على أنها سر وجود الكون وتشكل معظم مادته، ولم تقترب أبحاثهم ومشاهداتهم وعمليات الرصد الفضائي منها إلا في العقدين الاخيرين، إنها المادة السوداء او المظلمة او الطاقة المعتمة التي ظلت يلفها الغموض لآلاف السنين، والتي يقول العلماء إنها سميت بهذا الاسم ليس لأنها بعيدة او غير مرئية، بل لأنها غير معروفة بشكل تام حتى الآن من حيث الخصائص الفيزيائية.
وفي حال العثور على جزئيات يأمل العلماء من خلالها إلقاء بعض الضوء على المادة السوداء الغامضة وغير المرئية التي تشكل 27 % من الكون وتجمع بين المجرات. ولا يمكن رصدها إلا بتأثير قوة الجاذبية.
وقالت المنظمة التي تضم أكبر مسرع للجزئيات في العالم((مصادم الهيدرونات الكبير) في بيان إن لجنة البحوث فيها أقرت تجربة جديدة ستهتم "بالجزئيات الخفيفة التي تتفاعل في ما بينها بشكل طفيف".
وبعض هذه الجزئيات مرتبط بالمادة السوداء، وهو نوع من مادة "فرضية" لا تتأثر بالقوة المغنطيسية ولا يصدر عنها أي نور ما يجعل من الصعب رصدها.
وبدأ مصادم الهيدرونات الكبير المطمور على عمق مئة متر في الأرض، تجاربه على الجزئيات في العام 2010. وفي داخل هذا النفق الضخم الواقع تحت الأراضي السويسرية والفرنسية والبالغ قطره 27 كيلومترا، تتنقل حزم من البروتونات بسرعة قريبة من سرعة الضوء وتتصادم في أربعة مواقع محددة لهذا الغرض.
وينجم عن هذا التصادم جزئيات جديدة يحللها علماء فيزياء من العالم بأسره لتعميق المعارف بقوانين الطبيعة وأملا باكتشاف جزئيات جديدة وتطوير علم الفيزياء.
وبما أن مجسات المصادم في سيرن غير قادرة على رصد الجزئيات الخفيفة، قرر المركز تصميم مجس جديد سمي “فرايزر” مكلف البحث عن جزئيات محتملة ولا سيما فوتونات سوداء فضلا عن نيوترالينو مرتبطة أيضا بالمادة السوداء.
ويفترض ان تبدأ النتائج بالظهور بين العامين 2021 و2023.
في العام 2012 نجحت تجارب مركز سيرن بتأكيد وجود بوزون هيغز الذي يعتبر حجر الأساس في البنية الأساسية للمادة.