الشرطة التركية تمنع إحياء ذكرى الإبادة الأرمنية في إسطنبول
إسطنبول - منعت الشرطة التركية محتجين الأربعاء وسط إسطنبول من إحياء ذكرى المجازر والترحيل الإجباري للأرمن في 1915.
ونفذ جنود السلطنة العثمانية مجزرة جماعية بحق الأرمن، إلا أن تركيا تنفي دائما أن ذلك يرقى إلى مستوى إبادة.
وتحيي فرنسا الأربعاء أول "يوم وطني للإبادة الأرمنية"، في خطوة أغضبت الحكومة التركية.
وفي فبراير الماضي أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا أن بلاده ستعلن 24 نيسان/أبريل "يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية، تنفيذاً لوعد انتخابي خلال حملته عام 2017.
كما وافق مجلس النواب الإيطالي منذ أسبوعين على إجراء يعترف رسميا بقتل الأرمن باعتباره "إبادة جماعية".
ووصفت وزارة الخارجية التركية الخطوة بأنها مثال على استخدام المزاعم الأرمنية لمصالح سياسية داخلية.
وحاول اليوم الأربعاء نحو 100 متظاهر، بينهم فرنسيون وأعضاء في البرلمان الأوروبي، إحياء الذكرى في إسطنبول، إلا أن الشرطة منعتهم.
وقال بنجامين ابتان، أحد النشطاء في تجمع إسطنبول، "منذ تسع سنوات ومراسم ذكرى الإبادة الأرمنية تجري هنا، وهذه أول مرة تمنعنا فيها الدولة".
وفي 24 نيسان/أبريل يحيي الأرمن ذكرى اعتقال آلاف المفكرين الأرمن للاشتباه بأن لديهم مشاعر قومية معادية للإمبراطورية العثمانية.
ويؤكّد الأرمن أن 1.5 مليون شخص من أسلافهم قتلوا بشكل منهجي قبيل انهيار السلطنة العثمانية، فيما أقرّ عدد من المؤرّخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة.
لكن أنقرة ترفض استخدام كلمة "إبادة" وتقول إنّ السلطنة شهدت في نهاية عهدها حرباً أهلية تزامنت مع مجاعة ما أدى إلى مقتل بين 300 ألف و500 ألف أرمني وعدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.
ولم تكتفي السلطات التركية بعدم اعترافها بالمجزرة بل قررت إحياء ذكرى معركة "غاليبولي" (معركة جناق قلعة) في نفس يوم ذكرى إبادة الأرمن، في محاولة للتغطية على الجرائم التي ارتكبت في حق الأرمن عن طريق التذكير والفخر لنشأة الجمهورية التركية الحديثة.
ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"الساذج سياسيا" بسبب إحياء فرنسا لذكرى المجزرة، وأشار إلى الإساءات التي ارتكبها الجنود الفرنسيون أثناء الحقبة الاستعمارية.
وصرح الأربعاء "إذا نظرنا إلى هؤلاء الذين يحاولون إعطاء تركيا دروسا في حقوق الإنسان أو الديمقراطية بشأن المسألة الأرمنية والحرب على الإرهاب، نرى أن لهم جميعاً ماضيا دمويا".
وسيقود رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب مراسم إحياء الذكرى في باريس بإلقاء كلمة ووضع الزهور على ضريح الإبادة الأرمنية الذي أقيم على الضفة الشرقية من نهر السين في 2003.