فنزويلا تتهيأ لتدخل عسكري أميركي

وزير الخارجية الفنزويلي يؤكد أن حكومة الرئيس نيكولاس مادورو مستعدة لجميع أنواع السيناريوهات، لكنها تثق بالدبلوماسية قبل كل شيء.

كاركاس: سنرد على أي خيار عسكري أميركي
مادورو يتحصن بالدعم الروسي والصيني

موسكو - أكدّت فنزويلا اليوم الاثنين أنها سترد على تدخل عسكري أميركي محتمل وذلك بعد أن أكدت واشنطن في وقت سابق أن كل الخيارات مطروحة على طاولة الرئيس دونالد ترامب بما فيها الخيار العسكري لإنهاء الأزمة في ظل حكم الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.

وقال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا، إن بلاده سترد على أي سيناريو عسكري قد تتبناه الولايات المتحدة ضدها، مضيفا خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة الروسية موسكو، أن فنزويلا "مستعدة لجميع أنواع السيناريوهات، لكنها تثق بالدبلوماسية قبل كل شيء".

وتابع أن بلاده راغبة في السلام وتريد أن تبحثه مع الجميع دون استثناء. وقال "إذا اختارت واشنطن الخيار العسكري، فنحن لدينا قواتنا المسلحة والشعب. لن نقاوم فقط، بل سننتصر، مهما كانت القوة العسكرية أمامنا".

من جهة أخرى، أشار المسؤول الفنزويلي إلى إمكانية رفع عدد الخبراء العسكريين الروس في بلاد، قائلا "يوجد في فنزويلا لجنة الخبراء العسكريين الروس ويمكن توسيعها مستقبلا".

والثلاثاء، أقدمت مجموعة صغيرة من العسكريين مرتبطة بالمعارضة الفنزويلية على تنفيذ محاولة انقلاب، فيما أعلنت الحكومة في وقت لاحق من اليوم ذاته إفشالها.

واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، البيت الأبيض بزعامة ترامب ومستشاره جون بولتون بالتخطيط لمحاولة الانقلاب وتعهد بالكشف عن كافة التفاصيل خلال الأيام القليلة المقبلة.

ومنذ 23 يناير/كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا توترا، إثر زعم زعيم المعارضة، خوان غوايدو، أحقيته في تولي الرئاسة مؤقتا، إلى حين إجراء انتخابات جديدة، ولاقى على إثر ذلك دعما كبيرا من ترامب.

وفجرت الأزمة الفنزويلية سجالات حادة بين واشنطن وموسكو حيث تقف الدولتان على طرفي نقيض من الأزمة، وسط توتر بين الولايات المتحدة وروسيا، فالروس يدعمون الرئيس نيكولاس مادورو بينما يدعم الأميركيون المعارض خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة.

ودعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد روسيا والدول الأخرى المتحالفة مع نظام مادورو إلى "الرحيل" من فنزويلا.

وقال الوزير الأميركي في تصريح لشبكة ايه بي سي "على الروس الرحيل"، مضيفا "كما على جميع الدول التي تتدخل في حق الشعب الفنزويلي في استعادة الديمقراطية، الرحيل أيضا"، موضحا أنه ستكون له "محادثات موسعة أكثر" حول الوجود الروسي في فنزويلا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي سيلتقيه "بعد عدة أيام" على هامش اجتماع في فنلندا.

وقال بومبيو أيضا "الهدف واضح جدا، نريد أن يرحل الروس والإيرانيون والكوبيون".

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن الجمعة بعد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي أن فلاديمير بوتين "لا يسعى على الإطلاق إلى التورط في فنزويلا بأكثر من رغبته برؤية الأمور تتطور ايجابيا".

وفي المقابل دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة إلى "التخلي عن خططها المتهورة" في فنزويلا، بعدما كثفت واشنطن هذا الأسبوع ضغوطها على حلفاء كراكاس من دون أن تستبعد تدخلا عسكريا.

وقال لافروف في مستهل اجتماع في موسكو مع نظيره الفنزويلي خورخي أرياسا "ندعو الأميركيين وجميع من يدعمونهم إلى التخلي عن خططهم المتهورة والتحرك فقط في إطار القانون الدولي"، مضيفا "نشهد حملة غير مسبوقة للولايات المتحدة لإطاحة السلطات الشرعية في فنزويلا".