تركيا تتمسك بموقعها العسكري في إدلب رغم هجمات النظام

أنقرة تتهم القوات السورية بالإخلال بالوضع القائم في منطقة خفض التصعيد عبر استخدام البراميل المتفجرة والهجمات البرية والقصف الجوي.
تركيا تؤكد ان 300 ألف شخص نزحوا بسبب الصراع السوري خلال شهر ابريل
وزير الدفاع التركي بحث مع نظيره الروسي درء موجة جديدة من المهاجرين إلى داخل تركيا
مقتل 12 مدنيا في قصف على ريف ادلب
المعارضة السورية تستعيد السيطرة على مدينة وبلدة شمال البلاد

أنقرة - قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن بلاده لن تخلي موقع المراقبة العسكري التابع لها في إدلب، التي تعد آخر معقل للمعارضة في شمال سوريا، بعد هجوم يشتبه بأن قوات الحكومة السورية نفذته هذا الشهر.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن قوات الحكومة السورية نفذت ثلاثة هجمات على الأقل بالقرب من موقع مراقبة تركي في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وهو واحد من 12 موقعا مقامة بموجب اتفاق أبرم بين تركيا وروسيا وإيران في مايو/أيار الماضي.

وقال أكار للصحفيين في وقت متأخر الثلاثاء "إخلاء موقع المراقبة في إدلب بعد هجوم النظام لن يحدث بالتأكيد، لن يحدث في أي مكان".

وأضاف "لن تتراجع القوات المسلحة التركية من مكان تمركزها".

لن تتراجع القوات المسلحة التركية من مكان تمركزها

ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين شخص في إدلب والمناطق المحيطة بها بينهم كثيرون فروا من تقدم الحكومة في مناطق أخرى بسوريا في السنوات القليلة الماضية.

وفر 180 ألف شخص على الأقل من تصاعد للعنف في شمال غرب سوريا، وأدى القصف الحكومي إلى مقتل العشرات في الأسابيع الثلاثة الماضية.

ومنذ العام الماضي، حظيت المنطقة بحماية جزئية من خلال وقف لإطلاق النار توسطت فيه روسيا وتركيا، لكن معظم المعارك التي وقعت في الآونة الأخيرة كانت في تلك المنطقة العازلة.

وأثار احتمال شن هجوم على إدلب تحذيرات من حدوث كارثة إنسانية أخرى، وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 2.5 مليون شخص قد يفرون نحو الحدود التركية في إطار مثل هذا السيناريو.

وقال أكار "يبذل النظام ما في وسعه للإخلال بالوضع القائم، مستخدما البراميل المتفجرة والهجمات البرية والقصف الجوي".

وأضاف أن 300 ألف شخص نزحوا بسبب الصراع خلال الشهر الماضي.

وتابع قائلا إنه تمت الحيلولة دون بدء "مأساة جديدة" وإنه بحث مع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو درء موجة جديدة من المهاجرين إلى داخل تركيا.

القوات السورية تقصف ادلب
الاشتباكات تتواصل في مناطق خفض التصعيد

واستهدفت غارات جوية معقلا للجهاديين في شمال غرب سوريا ما اسفر عن مقتل 12 مدنياً، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء، فيما تستمر الاشتباكات العنيفة بين الجهاديين والقوات الموالية للنظام.

وذكر المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له أن "غارات استهدفت أماكن في منطقة السوق الشعبي بكورنيش مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي" مشيرا إلى "استشهاد ما لا يقل عن 12 مواطنا على الأقل وإصابة نحو 18 آخرين".

ولم يتمكن المرصد من تحديد ما اذا كان الهجوم نفذ بسلاح الجو السوري أم الروسي.

من جهتهم أفاد متطوعو الخوذ البيضاء الذين قاموا بعملية الانقاذ أن عدد القتلى بلغ تسعة مدنيين فيما أصيب 20 آخرون بجروح بعضهم في حالة حرجة.

وشوهدت في المنطقة تحطم واجهات متاجر ومبان مدمرة في السوق بعد الهجوم.

واستعادت فصائل المعارضة السورية والمجموعات المناهضة للنظام، الأربعاء، السيطرة على مدينة وبلدة في ريف حماة (شمال)، بعد عملية واسعة شنتها مساء الثلاثاء.
وفي 25 أبريل/نيسان، شنت قوات النظام وحلفائه الروس والمجموعات التابعة لإيران، هجوما واسعا على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة، الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد شمالي سوريا.
ونتيجة العملية تمكنت تلك القوات من السيطرة على عدد من المواقع في المنطقة، تزامنا مع استهدافها بقصف جوي ومدفعي عنيف.
وأفادت مصادر في المعارضة أن الفصائل والمجموعات المناهضة للنظام التي تجمعت في غرفة عمليات مشتركة قبل أيام، استعادت السيطرة على مدينة كفرنبودة، وقرية تل هواش بريف حماه الشمالي، بعد معارك عنيفة للغاية.

مقتل عشرات العناصر من قوات النظام خلال الهجوم

وأكدت المصادر، مقتل عشرات العناصر من قوات النظام خلال الهجوم، مشيرة أن الفصائل أسرت ضابط برتبة عقيد وهو المسؤول عن قيادة عمليات النظام في كفرنبودة.
وقال محمد رشيد، المتحدث باسم جيش النصر (أحد فصائل الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الحر) إنهم شنوا الثلاثاء عملية واسعة لاستعادة المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام وحلفاؤه مؤخراً.
وأوضح رشيد أن فصائل المعارضة استعادت السيطرة فجر الأربعاء، على مدينة كفرنبودة وقرية تل هواش، مشيراً إلى تواصل الاشتباكات مع قوات النظام حتى اللحظة.

وانتشرت قوات تركية في شمال غرب سوريا بناء على اتفاق مع روسيا أقوى حلفاء الأسد.
وتعهد الأسد، الذي هزم الكثير من خصومه بمساعدة قوات روسية وإيرانية، باسترداد كل شبر من الأراضي السورية.
لكن وجود قوات تركية في شمال غرب سوريا، وتفاهمات روسية مع أنقرة تعقد أي هجوم على المنطقة.
ويعمل فريق روسي تركي منذ ايام على سُبل فرض احترام "خفض التصعيد" في شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد السفير التركي، من دون مزيد من التفاصيل.
وكثّف الجيش السوري وحليفه الروسي منذ نهاية نيسان/أبريل، هجماتهما في محافظة إدلب التي تُسيطر عليها مجموعات مسلّحة جهاديّة. وأثارت هذه الهجمات مخاوف من حملة للجيش السوري لاستعادة سيطرته على هذا المعقل الأخير لفصائل جهادية في سوريا.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صرح قبل ثلاثة اسابيع إنه لا يستبعد شن هجوم شامل على المتشددين في محافظة إدلب من جانب القوات السورية مدعومة بقوة جوية روسية، لكنه أشار إلى أن مثل هذا الخيار لن يكون عمليا في الوقت الحالي.
وقالت منظّمة العفو الدوليّة في بيان إنّ النظام السوري مدعوماً من حليفه الروسي يشنّ "هجوماً متعمّداً ومنهجيّاً" ضدّ المستشفيات والمنشآت الطبّية في شمال غرب سوريا.
وطالبت المنظّمة بأن تضع الأمم المتحدة حدّاً لهذه "الجرائم ضدّ الإنسانيّة"، مذكّرةً بأنّ "قصف المستشفيات هو جريمة حرب.