الشركاء الأوروبيون ينتقدون دفعا أميركيا إيرانيا للتصعيد

فرنسا وألمانيا بريطانيا ودول أخرى تضع اللمسات الأخيرة على كيفية تطبيق الآلية الكفيلة بتسهيل التجارة 'الشرعية' مع إيران لمساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

الدول الأوروبية في مجلس الأمن تحشد لمنع انهيار الاتفاق النووي
دعوات أوروبية لضبط النفس والالتزام بالقرارات الدولية
تلويح ايران بانتهاك الاتفاق النووي يثير قلق أوروبا

نيويورك - أصدرت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي بيانا مشتركا اليوم الأربعاء انتقدت فيه الموقف الأميركي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، وإعلان طهران أنها تعتزم التنصل من بعض الالتزامات الواردة في هذا الاتفاق.

وجاء في البيان الذي وقعته بولندا وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة واستونيا "من المهم جدا اليوم أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على الاتفاق النووي والتزام قرار مجلس الأمن رقم 2231" الذي تبنى الاتفاق في يوليو/تموز 2015.

وتابع البيان "نعرب عن الأسف لقيام الولايات المتحدة بعد انسحابها من الاتفاق في الثامن من مايو (ايار) 2018 بإعادة فرض عقوبات ورفض تمديد الاستثناءات" المتعلقة بمشاريع واردة في الاتفاق النووي.

واعتبرت الدول الأوروبية أن "هذه القرارات تتعارض مع الأهداف الواردة في الاتفاق النووي ومع القرار 2231".

كما أعرب البيان الذي صدر في ختام اجتماع مجلس الأمن حول تطبيق الاتفاق النووي الإيراني عن "القلق العميق" إزاء إعلان طهران الأخير التنصل قريبا من بعض الالتزامات النووية الواردة في الاتفاق ودعاها "بحزم إلى مواصلة التقيد بشكل كامل بالتزاماتها الواردة في الاتفاق النووي وتجنب اتخاذ إجراءات" للخروج منه.

الاتفاق النووي الإيراني
الاتفاق النووي الإيراني

وكانت إيران أعلنت أنها ستتوقف ابتداء من السابع من يوليو/تموز عن الالتزام بالقيود الواردة في اتفاق فيينا بشأن درجة تخصيب اليورانيوم وأنها ستستأنف العمل على مشروع لبناء مفاعل بالمياه الثقيلة في أراك في وسط البلاد.

وأوضح البيان أيضا أن "فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بدعم من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى تضع اللمسات الأخيرة على كيفية تطبيق الآلية الكفيلة بتسهيل التجارة الشرعية مع إيران" في التفاف على العقوبات الأميركية، مضيفا "ندعو بحزم إيران إلى الامتناع عن النشاطات" المرتبطة بتطوير قدراتها الباليستية أو نقلها إلى دول أخرى وأي نشاطات "تزيد من التوترات الإقليمية". ويأتي اجتماع مجلس الأمن اليوم الأربعاء فيما يتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران ووسط مخاوف من خروج التصعيد بينهما عن السيطرة.

وأبدت الولايات المتحدة ودول خليجية على رأسها السعودية والإمارات عدم رغبتها في حرب مع إيران وأكدت الأخيرة أيضا عدم رغبتها في مواجهة عسكرية، لكن أيادي الكل على الزناد في ظل غياب مؤشرات على تهدئة قريبة للتوتر.

وتقدم واشنطن وحلفاءها الخيار الدبلوماسي على أي مواجهة عسكرية محتملة وتحاول جلب إيران إلى طاولة المفاوضات على اتفاق جديد تحت الضغط يشمل قيودا اضافية على برنامجي طهران النووي والباليستي.

لكن الحكومة الإيرانية ترفض رفضا قاطعا التفاوض تحت الضغط كما تتمسك بالاتفاق السابق، متهمة الولايات المتحدة بأنها المتسبب في التوتر الحالي بانسحاب من اتفاق فيينا.  

وقالت روزماري دي كارلو منسقة الأمم المتحدة للشؤون السياسية لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء إن قرار الولايات المتحدة بعدم تمديد إعفاءات تسمح لبعض الدول باستيراد النفط الإيراني "ربما يعرقل" تطبيق الاتفاق النووي مع إيران.

كما اعتبرت تهديد طهران باتخاذ خطوات جديدة لتقليص التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم مع قوى عالمية عام 2015 "ربما لا يساعد في الحفاظ عليه".

وقال مندوب الاتحاد الأوروبي لدى الأمم المتحدة جواو فالي دي ألميدا للمجلس المؤلف من 15 عضوا إنه لا يوجد بديل سلمي يعتد به عن الاتفاق.