
إيران تغطي قمعها للمحتجين بالدعوة للإفراج عن الأبرياء منهم
طهران - يسعى النظام الإيراني إلى محاولة التنصل من الانتهاكات التي ارتكبها بحق المحتجين في عملية قمع غير مسبوقة أثارت تنديدا دوليا.
وفي هذا الإطار دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء إلى الإفراج عن المتظاهرين العزل الأبرياء الذين احتُجزوا خلال الاحتجاجات على رفع أسعار البنزين وذلك بعد أسبوعين من اشتباكات عنيفة.
وامتدت الاضطرابات، التي بدأت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعد أن رفعت الحكومة فجأة أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 300 بالمئة، بسرعة إلى أكثر من 100 مدينة وبلدة وأخذت بعدا سياسيا مع مطالبة الشباب والمتظاهرين الذين ينتمون للطبقة العاملة بتنحي النخبة الدينية الحاكمة.
وقال روحاني في كلمة بثها التلفزيون "ينبغي إظهار الرأفة الدينية والإسلامية... هؤلاء الأبرياء الذين احتجوا على ارتفاع أسعار البنزين ولم يكونوا مسلحين يجب الإفراج عنهم".
وخطاب روحاني محاولة من النظام للتغطية على حجم العنف والانتهاكات التي سلطت على المحتجين الايرانيين حيث أفادت منظمة العفو الدولية الاثنين أن "208 اشخاص" على الأقل قتلوا جراء قمع الحركة الاحتجاجية التي بدأت منتصف نوفمبر/تشرين الثاني في إيران، بعدما كانت أعلنت مقتل 143 شخصا قبل أسبوع.
وياتي موقف روحاني بعد يوم من تاكيد السلطات الإيرانية للمرة الأولى أن قوات الأمن قتلت متظاهرين بالرصاص حيث اعترف التلفزيون الرسمي بقتل المحتجين دون أن يذكر أرقاما وجاء ذلك قبل ساعات من قول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إيران "تقتل ربما آلافا وآلافا من الأشخاص الآن ونحن نتكلم".
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي اعلن مؤخرا، أن البلاد أحبطت مؤامرة "خطيرة جداً" بعد حدوث أعمال عنف خلال التظاهرات التي اندلعت في إيران الشهر الماضي احتجاجاً على رفع أسعار الوقود.

ودعا قادة في الحرس الثوري الايراني القضاء الى تشديد العقوبات على المحتجين واصفين اياهم بالمرتزقة وذلك في خطة ايرانية لتبادل الادوار بين وجهي النظام المتشدد والذي يدعي الاصلاح.
وفي المقابل تدفقت على الانترنت تسجيلات فيديو تصور مشاهد مفزعة لمحتجين ينزفون وحواجز طرق مشتعلة وقناصة على الأسطح بعد أن رفعت إيران التعتيم التام على الانترنت، لتظهر حملة القمع التي يصفها محللون بأنها الأكثر دموية التي يشنها النظام.
ودائما ما تلجئ إيران الى نظرية المؤامرة لتبرير الانتهاكات بحق المتظاهرين حيث أعلنت القبض على مواطنين بتهمة التخابر مع وكالة الاستخبارات الأميركية من خلال نقل تحركات المحتجين.
وألقى رجال الدين الذين يحكمون إيران باللوم على "بلطجية" تربطهم صلات بمعارضين في المنفى والأعداء الرئيسيين للبلاد وهم الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية.
وقال أحد نواب البرلمان الأسبوع الماضي إن السلطات اعتقلت نحو 7000 محتج. ورفضت السلطة القضائية هذه التقديرات.
لكن في المقابل حاولت ايران التخفيف من حدة لجتها تجاه المتظاهرين وزعمها الانفتاح على الاصوات المنتقدة حيث قال مسؤول إيراني كبير إن السلطات قد تكون أكثر انفتاحا من السابق على الموافقة على مرشحين للانتخابات البرلمانية المرتقبة في شباط/فبراير.
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية "لا نعتبر أنفسنا بمنأى عن الانتقادات. قد نقبل أيضاً أن أخطاء يمكن أن تكون ارتُكبت في الماضي".