اللبنانيون يصرون على منع البرلمان تكليف رئيس الحكومة الجديد
بيروت - أطلق نشطاء لبنانيون دعوات للتجمع مساء اليوم الأحد أمام مجلس النواب، وذلك عشية انطلاق الاستشارات النيابية التي تهدف إلى تسمية رئيس وزراء يتولى مهمة تأليف حكومة جديدة.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام الرسمية اليوم الأحد أن عددا من السيارات تجمعت على جسر الرينغ للانطلاق في موكب يجوب شوارع بيروت في إطار ما يسمى بـ "أحد الاستشارات"، للتأكيد على أن الاستشارات النيابية يجب أن تكون للشعب وأن المطلوب تشكيل حكومة مستقلة من خارج المنظومة الحاكمة.
ودعا المشاركون في التجمع النواب إلى "الرضوخ لإرادة الناس واحترام تضحياتهم وتسمية شخصية مستقلة تحظى بثقتهم ورضاهم، والأهم تحمل خطة تجنبهم دفع ثمن الأزمة".
وأظهرت فيديوهات وصور تم تداولها على تويتر وفيسبوك، أفرادا من شرطة مجلس النواب وهو يقومون بمنع المتظاهرين من الاقتراب من باب المجلس حيث تم طردهم من المكان باستخدام القوة فيما اعتقل البعض منهم قبل أن يتم اطلاق سراحهم لاحقا.
واقترح بعض النشطاء تقديم أسماء تحظى بثقة أغلب اللبنانيين وتكون غير مسيسة بدل البقاء في انتظار مشاورات سياسية بين الأحزاب تتحكم في المشهد السياسي بالبلاد في انتهاك أصبح واضحا للدستور ومتجاهلة مطالب المحتجين الذين يعتصمون في الشارع منذ 53 يوما على التوالي، للمطالبة بحكومة مستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هدر المال العام.
وكانت رئاسة الجمهورية اللبنانية حددت يوم الاثنين موعدا للاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلف بتشكيل حكومة جديدة، وحسب عدة تقارير محلية فإن اسم المهندس سمير الخطيب يبقى الأكثر احتمالية لتولي المهمة، إلا أن الأبواب تظل مفتوحة أمام كافة الاحتمالات.
وكانت الاحتجاجات بدأت في لبنان منتصف تشرين أول/أكتوبر الماضي. وفي نهاية الشهر نفسه، قدم رئيس الحكومة السابق سعد الحريري استقالته استجابة لرغبة المحتجين.
وكشف النائب عن التيار الوطني الحر ماريو عون عن أنه لا يستبعد أن حدوث مفاجأة سياسية يوم الاستشارات النيابية غدا الاثنين .
وقال عون في تصريح صحفي "نشعر كأن هناك مرشّحاً مسمّى ومرشّحاً مخفياً، الأول سمير الخطيب والثاني سعد الحريري الذي هو مَن وضعنا أمام الشكوك".
وأضاف أن "القرار في التكتل لم يُحسم بعد، وقد نأخذه قبل دقائق من موعد الكتلة، لكن الاتجاه لغاية الآن هو لتسمية الخطيب ما لم يتراجع الحريري عن موقفه".
ولفت ماريو عون إلى أن "التيار يأخذ بشكل أساسي موقف الحريري الذي سيكون البوصلة لمسار الأمور، انطلاقاً من أنه الأقوى في طائفته، وتمسكاً منّا بالوحدة الوطنية".
وتعد تصريحات ماريو عون بمثابة الموقف المراوغ للتيار العوني الذي يسعى لترك الباب مواربا أمام الحريري والضغط عليه وفق التسوية المعقودة مع الخطيب الذي يحظى بدعم الكتل الأساسية وتأييدها في المجلس النيابي.
ويرى مراقبون أن المشاورات لم تتضح بعد حتى لدى الأحزاب والقوى السياسية وأن الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة رغم بروز اسم الخطيب بشكل كبير ليست مؤكدة في ظل التغيرات الإقليمية والمشاورات مع الدول الغربية التي لا تزال غير واضحة المعالم.
والجمعة، وجه الحريري رسائل إلى قادة عدد من الدول لطلب مساعدة لبنان، بتأمين اعتمادات للاستيراد بما يؤمن استمرارية الأمن الغذائي والمواد الأولية للإنتاج لمختلف القطاعات، وشملت الرسائل قادة السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ومصر وتركيا والصين وإيطالي.
وقال مصدر أوروبي إن فرنسا ستصدر دعوات لاجتماع في 11 ديسمبر الجاري للمجموعة الدولية، لدعم لبنان في باريس، وهو ما يرجح فعلا إمكانية إعطاء وقت إضافي للحريري لاتخاذ قراره لاحقا إذا تم منع مجلس النواب اليوم من عقد الجلسة النيابية.
ونقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن مسؤول لبناني قوله إنه من المتوقع دعوة السعودية والإمارات للاجتماع، والذي يهدف بحسب المصدر إلى حشد الدعم لمساعدة لبنان على التعامل مع أزمته الاقتصادية الحادة.
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية عميقة هزت الثقة في مصارفه، وتفاقمت أزمته منذ الاحتجاجات التي اندلعت في 17 أكتوبر الماضى ، ودفعت المصارف لفرض قيود غير رسمية على تحويلات وسحب رؤوس الأموال مع ندرة الدولار وانخفاض قيمة العملة المحلية.