أميركا تواجه قمع إيران بفرض عقوبات على مسؤوليها
واشنطن - لا يزال القمع الذي قابلت به السلطات الإيرانية الاحتجاجات خلال الفترة الماضية يثير انتقادات دولية واسعة.
وفي هذا الاطار قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة ستفرض قيودا على إصدار تأشيرات لمسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين وصفهم بأنهم متورطون في إساءة معاملة واحتجاز محتجين سلميين وذلك وسط تشديد واشنطن حملتها على الجمهورية الإسلامية.
وبدأت الاضطرابات في إيران يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني بعدما رفعت الحكومة الإيرانية أسعار الوقود بشكل مفاجئ بما يصل إلى 200 بالمئة.
وامتدت الاضطرابات إلى أكثر من مئة مدينة وبلدة وتحولت لاحتجاجات سياسية مع مطالبة محتجين شبان وعمال بتنحي الزعماء الدينيين.
وذكرت منظمة العفو الدولية هذا الأسبوع أن 304 أشخاص على الأقل قتلوا في الاضطرابات المناهضة للحكومة.
وقالت "مصادر مستقلة" لمنظمة العفو إنه بعد شهر من الاضطرابات، "ما زالت قوات الأمن تقوم بمداهمات في جميع أنحاء البلاد لاعتقال أشخاص من منازلهم وأماكن عملهم".
وقال بومبيو إن الولايات المتحدة قررت "فرض قيود على إصدار تأشيرات لمسؤولين إيرانيين حاليين وسابقين مسؤولين عن أو تواطؤا في إساءة معاملة واحتجاز أو قتل محتجين سلميين أو حرمانهم من حق حرية التعبير أو التجمع".
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر "على مدار 40 عامًا في الحكم ، أظهر النظام في إيران عدم احترام للشعب الإيراني ما ادى إلى زعزعة استقرار النظام الداخلي لإيران ، وإضعاف اقتصادها وجعلها دولة منبوذة في نظر العالم الحر.
كما فرضت واشنطن الخميس عقوبات على قاضيين ايرانيين بعد ان اتهمتهما ب"اسكات" الايرانيين وباصدار أحكام بالاعدام على العديد من "المساجين السياسيين".
وكان أحد هذين القاضيين ، وهو ابو القاسم صلواتي حكم خصوصا بالسجن عشر سنوات على الاميركي شيوي وانغ بتهمة التجسس، قبل الافراج عنه في بداية كانون الاول/ديسمبر بعد ثلاث سنوات أمضاها في السجن في اطار تبادل معتقلين بين ايران والولايات المتحدة.
وقال مايك بومبيو وهو يعلن عن العقوبات في خطاب بواشنطن "نحن سعداء لاطلاق سراح شيوي لكن ما كان يجب ان يدان او يسجن منذ البداية".
وأضاف ان هذا القاضي الذي يرأس فرعا للمحكمة الثورية في طهران "أداة قمع يشرف عليها النظام، وليس صديقا محايدا للعدالة".
وبحسب وزارة المالية الاميركية فان هذا القاضي أصدر أحكاما قاسية ضمنها احكام بالاعدام على "أكثر من مئة سجين سياسي وحقوقي ومن العاملين في الاعلام" وعلى "متظاهرين سلميين" ما جعله يلقب "بقاضي الموت".
اما القاضي الثاني فهو محمد موغيسا الذي يرأس فرعا آخر للمحكمة ذاتها.
وقالت الوزارة في بيان انه "أشرف على عدد لا يحصى من المحاكمات الظالمة" أدان فيها العديد من الصحافيين ورواد الانترنت وفنانين وأفراد من الاقلية البهائية.
وتفرض العقوبات تجميد أية موجودات للقاضيين في الولايات المتحدة اضافة الى منع وصولهما الى النظام المالي الاميركي.
كما أكد بومبيو ان "المارقين الذين يقتلون اطفالا لن يسمح لهم بارسال ابنائهم للدراسة في الولايات المتحدة" في اشارة الى مزيد من التشدد في منح تأشيرات دخول للايرانيين وذلك بعد قمع حركة احتجاج في تشرين الثاني/نوفمبر على رفع أسعار الوقود تقول واشنطن ان سلطات طهران قتلت خلالها أكثر من الف متظاهر.