"العرّاب .. السبع العجاف" رواية خارج النص

رواية عبدالرزاق علي المنصور تغطي سبعة شهور عجاف عاشها أبناء الشعب الكويتي أثناء الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن العشرين.
الرواية تنطلق من لحظة مفاجئة عاشتها عائلة كويتية تتمثل بدخول القوات العراقية إلى الكويت
الكاتب / الرواي يستعيد الأحداث عبر مسار دائري فيروي المقدمات التي آلت إليها النهايات من موقع الشاهد عليها

بيروت ـ تُشكّل رواية «العرّاب.. السبع العجاف» للكاتب الكويتي عبدالرزاق علي المنصور مرجعاً حاسماً في تاريخ الكويت المعاصر. إذ تغطي الرواية سبعة شهور عجاف عاشها أبناء الشعب الكويتي أثناء الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن العشرين مروراً بالتحرير حتى زمن صدور الرواية. 
وتأتي الرواية كسيرةٍ ذاتية عن فترة تاريخية كتبها أحد أبناء الكويت المناضلين بقلمه وهو بشار سلمان عاصم عسكر وخصص لها الراوي/ المشارك عنواناً هو "السبع العجاف".
في تظهير الرواية، أنها تنطلق من لحظة مفاجئة عاشتها عائلة كويتية تتمثل بدخول القوات العراقية إلى الكويت في (31 يوليو/تموز 1990). يستعيد الكاتب/ الراوي أحداثها عبر مسار دائري فيروي المقدمات التي آلت إليها النهايات، وذلك من موقع الشاهد عليها والمشارك فيها، ويرصد ما تعرّض له بشار وعائلته من عنف وغدر على أيدي ضابط عراقي قتل عائلته واغتصب والدته وأخته وقطع لسانه فقرر أن يكتبها رواية فجمع ما لديه من ذكريات وكتابات عن تلك الفترة وسلمها بمساعدة أصدقاء له للنشر.
تكشف الرواية عن المآل غير الإنساني الذي انتهت إليه عملية الغزو وما شكلته من مشهد قاتم ومرعب تجلت فيه القسوة البشرية في أقصى مداها، وهي العبث بمكونات الجسد الإنساني وإهانته في الحروب (القتل والتقطيع والاغتصاب). ولعل السارد لم يُخطئ بتشخيصها على قسوتها، فانسلت التفاصيل بوصفها نسيجاً صورياً ودلالياً غير منفصل عن أسلوب التكثيف الروائي لشحنات العنف، وخاصة أنها مستندة على تفاصيل حدثية من أرض الواقع لميت حي، افتقد القدرة على الكلام ولكنه لم يفتقد القدرة على الكتابة.
قدم الروائي لعمله بمقدمة جاءت تحت عنوان: «مساحتي الوحيدة كمشارك مؤلف الكتاب» ومما جاء فيها: "... كما تعلمت بأن حب الوطن يُجاز به التعبير بالفن والتمثيل، فهناك من علّمني أن القلم يكون غالباً أشجع من ابن آدم في طرح القضايا بأنواعها المتشتتة، وأن الشخصيات الورقية بكل أبطالها، وألوانها، وأطيافها، تسجل موقفاً أكثر منطقية من الشخصيات الحقيقية". وقعت الرواية في 88 صفحة وصدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون.