الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل
استعرضت ايران عضلاتها هذا الصباح للانتقام لمقتل قاسم سليماني ولكنها قصفت قاعدة عسكرية غير مأهولة فيها القليل من الموظفين العراقيين وقد أصيب عدد منهم في القصف. هل كان هناك خطأ في الإحداثيات؟ أم أنها كانت تعلم مسبقا أن القاعدة مهجورة؟ لك الله يا عراق، ستظل مجنيا عليك طالما أن ايران تتكئ عليك. كيف وقر في وجدان العراقيين أن ايران تهدف الى قتل أميركا وإسرائيل ولكنها في الحقيقة تقتل العراقيين، ألم يخبرها أحد أن القاعدة التي قصفتها فيها عراقيون وليس فيها أميركيون؟
أما عن موقف العراق الرافض لأية تصفية للحسابات على أراضيه، فقد ذكر مسؤول من الكونغرس الأميركي على قناة السي إن إن ليلة أمس أن طلب العراق من القوات الأميركية المغادرة يعني ترك بترول العراق لإيران، والعراقيون يعرفون أن اميركا وايران موجودتان في العراق من أجل النفط فقط، لكن الميليشيات المغسولة أدمغتها متمسكة بايران طمعا بصكوك الغفران ودخول الجنة مع الأنبياء والصديقين، ولا يهم النفط المسروق طالما أن الخير آت يوم القيامة.
الشعب العراقي من أرقى شعوب العالم ولكن شيئا ما يقف بين عينيه ودماغه، فهم يشاهدون اللطم والجلد والتجريح ندما على قتل الحسين ولا يدرك أن هذا الأمر فيه عبادة للبشر وهذا كفر، وشاهدوا تدافع الايرانيين في جنازة سليماني وسقوط 40 قتيلا وأكثر من مائة جريح لأنهم يحاولون الاقتراب من النعش والتبرك به، وشاهدوا كيف كان الايرانيون يرمون أوشحتهم على النعش لكي يتبركوا به وحراس النعش يساعدونهم في ذلك، أفلا يدرك العراقيون أن هذا تخلف وجهل ولا يختلف البتة عن داعش. إنهم يسمون داعش بالتخلف والجهل ولا يعترفون أنهم يقدسون البشر وهذا يخرجهم من ملة الإسلام.
إن تجنيد شباب العراق في الميليشيات الشيعية جريمة بحق العراقيين جميعا، لأنه جعل العراقيين وقودا لمغامرات ايران وأميركا، وعلى الرغم من أنهم متعلمون ومثقفون، ولكن ايران تمكنت من خلق أتباع لها وظهير قوي تختبئ خلفه في الشدائد والمواجهات العسكرية، وتسرق نفطه، وهذا الوجود الايراني استلزم الوجود الأميركي الذي جاء لينافس ايران على نفط العراق، كما أن ايران كانت السبب وراء الديون الفلكية لأميركا على العراق جراء الحروب التي خاضها العراق بسببها.
لقد قيل الكثير بشأن الجماعات الإسلامية المتطرفة، وجاءت الجيوش من مختلف البلدان لمقاتلتها، فلماذا لا توجه انتقادات مماثلة للميليشيات الشيعية، فهم لا يختلفون عن الدواعش من حيث الجهل والتخلف وجلب الدمار الى المنطقة.
الآن يجب على الجماعات الشيعية أن تدرك الحجم الحقيقي لايران وأن تدرك أنه تم استغلالها أبشع استغلال لتنفيذ أجندات سياسية واستنزاف الاقتصاد من قبل أميركا وايران، وما الشعارات التي ترفعها ايران إلا تضليلا وكذبا، فهي لم ولن تطلق رصاصة ضد أميركا وإسرائيل، وعندما قصفت اسرائيل مواقعها في سوريا ابتعدت عن مرمى النيران الإسرائيلي قائلة "سنرد في الوقت المناسب" ولن يأتي هذا الوقت المناسب، وآن الأوان للجماعات الشيعية التابعة لايران أن ترشد وتعود للعقل والمنطق وجذورها العربية وتنأى بنفسها عن الدجل والاستغلال والتخلف والجهل والفقر، خاصة وأن المناخ العربي اليوم مبتعد عن الحكم الاسلامي وتسعى الشعوب العربية الى حكم علماني لا يميز بين الأديان والطوائف. فيا أهل العراق فيئوا إليهم لتحصلوا على قليل من نفطكم المسروق.