الجيش الإسرائيلي يقمع مسيرات فلسطينية رافضة لصفقة ترامب
غزة - جرح عشرات الفلسطينيين الجمعة بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت بالضفة الغربية المحتلة، رفضا لما يسمى بصفقة القرن الأميركية للسلام في فلسطين.
وقالت مصادر طبية إن "48 متظاهرا أصيبوا بجروح مختلفة في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في عدد من مدن وقرى الضفة الغربية أعقبت تظاهرات للتنديد بخطة ترامب للسلام".
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا هتافات مناهضة للإدارة الأميركية وإسرائيل وأخرى تؤكد على رفض خطة السلام التي أعلنتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء.
ونفّذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع لحماس في غزة في وقت مبكر الجمعة، ردا على صواريخ اُطلقت من اقطاع باتجاه إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاث قذائف هاون أُطلقت من غزّة باتّجاه إسرائيل، ما استدعى ضربة انتقامية نفّذتها مدرّعة واستهدفت "موقعًا عسكريًا تابعًا لحماس" في جنوب القطاع.
يأتي ذلك في ظل موجة احتجاجات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على تزامنا مع إعلان واشنطن خطة السلام بمشاركة إسرائيل، يرفض الفلسطينيون التعاطي معها.
في ذات السياق استنفرت القوات الإسرائيلية في المدينة القديمة في القدس، تحسّبًا لأي مسيرات قد تنطلق عقب أول صلاة جمعة في المسجد الأقصى منذ كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطته المثيرة للجدل للسلام.
واعتُبرت الخطة منحازة بشدّة لإسرائيل وقوبلت برفض من الفلسطينيين، إذ كانت أبرز النقاط الخلافية فيها تصنيفها للقدس على أنها عاصمة "لا تقسّم" لإسرائيل.
ولطالما رأى الفلسطينيون في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل سنة 1967 عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد إن "مجموعة من الفلسطينيين الذين تجمّعوا عقب صلاة الفجر في مجمّع الأقصى في القدس الشرقية "بدؤوا مسيرة بهتافات قومية"، مضيفا أن "الشرطة ردّت وفرّقت التجمّع".
ومن المتوقع أن يشارك آلاف الفلسطينيين في صلاة الجمعة، التي تعتبر عادة نقطة انطلاق المسيرات.
ويعتبر الحرم القدسي الذي يضم المسجد الأقصى من أبرز المواضيع المثيرة للحساسيات في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأفاد روزنفيلد أن الإجراءات “الأمنية المشددة” ستتواصل في أنحاء المدينة القديمة بينما “سترد وحدات الشرطة عند الضرورة”.
وأعطت الخطة الأميركية إسرائيل الضوء الأخضر لضم غور الأردن — المنطقة الاستراتيجية التي تشكّل 30 في المئة من مساحة الضفة الغربية والمستوطنات المبنية في الضفة الغربية التي بات عددها يتجاوز 200 حاليًا بما فيها تلك التي في القدس الشرقية المحتلة. وتضم المستوطنات نحو 600 ألف إسرائيلي لكّنها تعد غير شرعية بموجب القانون الدولي.
ومباشرة بعدما عرض ترامب الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى جانبه، قال مسؤولون إنهم سيقدّمون بشكل سريع الأحد مشروع قانون بشأن ضم الأراضي المذكورة إلى الحكومة.
لكن الوضع بدا أقل وضوحًا الجمعة، بعدما تراجع مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر على ما يبدو عن التصريحات التي صدرت في البداية عن السفير الأميركي ديفيد فريدمان الذي أشار إلى أنه بإمكان إسرائيل التحرّك فوراً باتّجاه ضم الأراضي.
وأفاد كوشنر أنه سيكون من الأفضل تأجيل القرار إلى ما بعد تشكيل حكومة جديدة في أعقاب الانتخابات العامة المقررة في الثاني من مارس/آذار، رغم تأييد الحزبين الرئيسيين في إسرائيل للخطوة.
وفي هذا الإطار عبرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الجمعة، عن قلقها من أن تؤدي الخطة الأمريكية لإحلال السلام في الشرق الأوسط إلى مزيد من العنف وقالت إن لديها إجراءات طوارئ لتعزيز الحماية والمساعدة في الأراضي المحتلة.
وقال كريستيان سوندرز رئيس الأونروا لدى سؤاله عن خطة السلام الأميركية التي لن تسمح بحق العودة لإسرائيل، إن هذا الحق "مكفول بموجب القانون الدولي والعديد من قرارات الجمعية العامة".
وأضاف في إفادة صحفية في جنيف "لدينا بالقطع بواعث قلق كبيرة من أن تؤدي الخطة الأميركية إلى تصاعد الاشتباكات والعنف، فيما يتطلع اللاجئون الفلسطينيون إلينا أيضا لطمأنتهم في أوقات كهذه عندما تتعرض حقوقهم وسلامتهم للخطر".