
الناتو ينأى بنفسه عن التدخلات التركية في سوريا
دمشق - تجد تركيا نفسها في مأزق حقيقي فيما يتعلق بالملف السوري مع تقدم القوات السورية في عدة مناطق خاصة في محافظتي حلب وادلب وانهيار الجماعات المسلحة المدعومة من انقرة.
وما يزيد الموقف التركي صعوبة هو ما يتردد عن رفض حلف الناتو تقديم المساعدة للجيش التركي في حال قيامه بعملية عسكرية في محافظة ادلب التي تشهد انهيارات كبيرة للفصائل الموالية لانقرة حيث اكد مصدر من الناتو لوكالة تاس ان الحلف ليست له نوايا لتقديم دعم لتركيا العضو فيه قائلا "بان دول الناتو لن تدعم تفعيل البند الخامس بسبب مقتل عسكريين أتراك في إدلب مطلع فبراير/شباط".
وقال المصدر وهو دبلوماسي يعمل في بعثة إحدى الدول الأعضاء في مقر الحلف ببروكسل وفق ما نقلته قناة روسيا اليوم "ان الناتو لا ينظر في إمكانية تقديم مساعدة عسكرية لتركيا في حال القيام بعملية في هذه المنطقة".
وكررت السلطات التركية تحذيراتها لسوريا وحليفتها روسية بانها ستقوم بعملية عسكرية واسعة في محافظة ادلب في حال اصر الجيش الروسي على التقدم وتهديد نقاط المراقبة التركية.
وكانت السلطات التركية منحت بداية الشهر الجاري قوات الأسد شهرا حتى تنهي هجماتها وتتراجع خلف نقاط المراقبة في ادلب وذلك بعد مقتل عدد من جنودها بسبب هجمات الجيش السوري.
ومحافظة إدلب والأجزاء المحاذية لها مشمولة باتفاق روسي تركي جرى التوصل إليه في سوتشي في العام 2018، ونص على فتح طريقين دوليين يمران في المنطقة، بينهما طريق حلب - دمشق، وعلى إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مواقع سيطرة قوات النظام والفصائل. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تنسحب من المنطقة المحددة فيما استأنفت دمشق هجماتها على مراحل.

وبموجب الاتفاق، تنشر تركيا 12 نقطة مراقبة في المنطقة، باتت ثلاث منها على الاقل محاصرة من قبل قوات النظام.
ورغم الوعيد التركي استمر الجيش السوري بالتقدم حيث تمكن من السيطرة على الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بالعاصمة دمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن كما تم تامين حزامه.
ومؤخرا اعلنت القوات السورية تامين كامل محافظة حلب ما يشير الى ان التهديدات التركية ليست الا تصريحات نارية غير مترجمة على الأرض بتدخل عسكري واضح.
وتشير هذه التطورات ان تركيا مترددة في الغوض اكثر في المستنقع السوري خاصة مع عدم وجود دعم عسكري اجنبي سواء من الناتو او من القوات الأميركية التي اكتفت فقط بتقديم دعم معنوي للقوات التركية ترجمتها تصريحات وزير الخارجية الاميركي ما يك بومبيو.
ولا تريد انقرة ان تدخل في مواجهة وتحدي مع روسيا في سوريا خاصة وانها دخلت من قبل في مثل تلك المواجهات بتورطها في اسقاط طائرة روسية قبل سنوات وما تبع ذلك من تدهور العلاقات.
وتكتفي انقرة بدعم الجماعات المتشددة كجبهة النصرة بالاسلحة والعتاد في حين يرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة في محافظة إدلب السورية.
حيث وصلت الاثنن قافلة تعزيزات تضم مدافع ودبابات وناقلات جند مدرعة مدينة ريحانلي بولاية هطاي (جنوب) من مختلف الثكنات العسكرية التركية.
وأوضح مراسل الاناضول أن القافلة المؤلفة من 150 مركبة عسكرية، توجّهت إلى نقاط المراقبة التركية في إدلب، وسط إجراءات أمنية.