بابا الفاتيكان يؤجل زيارته إلى العراق إلى أجل غير مسمى

الوضع الأمني الهش في العراق وانتشار فيروس كورونا في إيران ودول مجاورة يدفع البابا فرنسيس إلى إرجاء زيارة لم يسبق للفاتيكان أن حدد موعدا واضحا لها أصلا.  

الفاتيكان (روما) - ألمح البابا فرنسيس اليوم الأربعاء أنه لن يزور العراق هذا العام كما كان يرغب. والتصريحات المرتجلة للبابا والتي جاءت أمام مجموعة من الزوار العراقيين خلال لقائه مع الجمهور العام في ساحة القديس بطرس بمدينة الفاتيكان، هي الأوضح حتى الآن بخصوص تأجيل الرحلة التي يحتمل أن تكون خطيرة، إلى أجل غير مسمى.

ويشهد العراق وضعا أمنيا هشا واحتجاجات شعبية تراجع زخمها على وقع انتشار فيروس كورونا المستجد في إيران والذي يهدد بالانتشار في الدولة الجارة التي تعاني من سوء الخدمات الطبية.

وقال البابا "أقول لكم أهل العراق إنني قريب جدا لكم. إنكم في ساحة حرب. تعانون حربا من أكثر من جهة. أصلي من أجلكم ومن أجل بلادكم التي كانت في برنامج زياراتي هذا العام".

وكان الحبر الأعظم قد قال في يونيو/حزيران إنه يرغب في زيارة العراق خلال عام 2020، لكن مخاوف أمنية جعلت الفاتيكان لا يعلن عن الرحلة كما لم يبلغ التحضير لها مرحلة رسمية.

وعانى المسيحيون في العراق الذين يقدر عددهم بمئات الآلاف، من فترة عصيبة بشكل خاص عندما سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من البلاد، لكنهم استعادوا حرياتهم منذ نجحت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي ضد داعش في طرد المتشددين.

واجتمع البابا فرنسيس الشهر الماضي مع الرئيس العراقي برهم صالح واتفقا على ضرورة احترام السيادة الوطنية للعراق. وجاء ذلك في أعقاب هجمات شنتها الولايات المتحدة وإيران على الأراضي العراقية.

وأطلقت القوات الإيرانية في الثامن من يناير/كانون الثاني صواريخ من إيران على قاعدتين عسكريتين في العراق تستضيفان القوات الأميركية ردا على قتل واشنطن لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في ضربة جوية بطائرة مسيّرة على مطار بغداد في الثالث من ذات الشهر وهو الهجوم الذي قتل فيه أيضا أبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لطهران.

وبعد وقت قصير من الهجوم الإيراني، حث البابا فرنسيس الولايات المتحدة وإيران على تفادي التصعيد والسعي إلى "الحوار وضبط النفس" لتلافي صراع أوسع في الشرق الأوسط.

وشهد وجود المسيحيين في العراق وبعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط تراجعا بسبب الحروب والصراعات.