أول اتصال هاتفي بين زعيم طالبان وترامب

نص المكالمة الهاتفية الذي أصدرته طالبان يشير إلى أن زعيم تيارها السياسي الذي قاد المفاوضات حثّ الرئيس الأميركي على "اتخاذ خطوات حازمة في ما يتعلق بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان".

كابول - أعلنت حركة طالبان الثلاثاء أن كبير مفاوضيها أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهو أول اتصال مباشر بين الحركة المتشددة وترامب بعد مفاوضات استضافتها الدوحة وانتهت باتفاق بين طالبان والولايات المتحدة لترتيب الانسحاب الأميركي من أفغانستان وإنهاء موجة العنف.

وقال المتحدث باسم الحركة الثلاثاء إن كبير المفاوضين الملا بردار أخوند أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل بضعة أيام بعد أن وقع الجانبان اتفاقا لانسحاب القوات الأجنبية في الدوحة.

وقال المتحدث ذبيح الله مجاهد على تويتر "رئيس الولايات المتحدة ترامب أجرى محادثة هاتفية مع النائب السياسي للإمارة الإسلامية الموقر الملا بردار أخوند.. التفاصيل في وقت لاحق"، مضيفا أن المحادثة استمرت أكثر من 30 دقيقة.

وهو ما أكده ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قائلا "في الحقيقة أجريت حديثا جيدا جدا مع زعيم طالبان" بدون أن يذكر اسم برادار الذي يتزعم التيار السياسي للحركة الذي قاد المحادثات قبل التوقيع على الاتفاق التاريخي.

وتأتي المكالمة التي استغرقت 35 دقيقة وقالت الحركة إنها جرت قرابة الساعة 14:40 بتوقيت غرينيتش، غداة إنهاء طالبان الهدنة الجزئية ما يلقي شكوكا إزاء محادثات السلام بين كابول والمتمردين والتي من المقرر أن تبدأ في 10 مارس/اذار.

وأفاد نص المكالمة الهاتفية الذي أصدرته طالبان بأن برادار حض ترامب على "اتخاذ خطوات حازمة في ما يتعلق بسحب القوات الأجنبية من أفغانستان".

وبموجب بنود الاتفاق، ستنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون 14 شهرا ويبقى ذلك رهنا بضمانات طالبان الأمنية وتعهد المتمردين بإجراء محادثات مع كابول.

لكن خلافات ظهرت حول بند تبادل الأسرى أثارت تساؤلات عما إذا كانت المفاوضات بين كابول وحركة طالبان ستنطلق.

الاتفاق بين واشنطن وطالبان يرتب الانسحاب الأميكري من أفغانستان
الاتفاق بين واشنطن وطالبان يرتب الانسحاب الأميكري من أفغانستان

ويتضمن الاتفاق التزاما بتبادل خمسة آلاف سجين من طالبان تحتجزهم الحكومة الأفغانية مقابل ألف أسير وهو أمر اعتبره المسلحون شرطا مسبقا للمحادثات، لكن الرئيس أشرف غني رفض أن يقوم بذلك قبل بدء المفاوضات.

ودعا برادار ترامب إلى "عدم السماح لأي كان باتخاذ خطوات تنتهك بنود الاتفاق وبالتالي تورطك أكثر في هذه الحرب الطويلة"، بحسب نص طالبان.

والخلافات الواضحة بين اتفاق الدوحة وإعلان أميركي أفغاني مشترك صدر في أفغانستان تؤكد العقبات التي تواجه المفاوضين.

وفي حين يلتزم الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان الإفراج عن السجناء إلا أن وثيقة كابول تطلب من الطرفين تحديد "جدوى إطلاق سراح" الأسرى.

ومنذ توقيع الاتفاق لم تتوقف طالبان عن ادعاء "الانتصار" على الولايات المتحدة. وشنت أكثر من 12 هجوما على قواعد للجيش الأفغاني منذ إنهاء الهدنة المحدودة، كما أعلن مسؤولون الثلاثاء.

وقد أرسلت الحكومة الأفغانية الأسبوع الماضي وفدا إلى قطر لبدء "اتصالات أولية" مع المتمردين، لكن المتحدث باسم طالبان سهيل شاهين قال الثلاثاء إنهم لن يلتقوا ممثلي كابول إلا لبحث الإفراج عن أسراهم.