تركيا تخاطر بحياة العاملين بالتعليم في مكافحة كورونا

السلطات التركية ترسل عشرات الآلاف من العاملين الى مستشفيات الحجر الصحي متجاهلة عدم تخصصهم وإمكانية انتشار الوباء في صفوفهم عوض إعادة 15 ألف خبير في قطاع الصحة فصلوا برغبة شخصية من اردوغان.

أنقرة - لقيت مبادرة حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بتكليف عشرات الآلاف من العاملين في مجال التعليم بالعمل في مستشفيات الحجر الصحي انتقادات واسعة من قبل المعارضة.
ويفتقر العاملون الى الأهلية والكفاءة للتعامل مع فيروس كورونا شديد العدوى ما سيشكل بيئة مفتوحة لانتقال الوباء بشكل كبير في وقت تتجاهل فيه الحكومة التحذيرات المتكررة لاحزاب معارضة لإعادة حوالي 15 الف خبير في قطاع الصحة الى وظائفهم بعد فصلهم بقرار شخصي من الرئيس رجب طيب اردوغان.
وتحت شعار "برنامج لصالح المجتمع" قررت ولاية مدينة انطاليا إرسال العاملين في مديرية التعليم بالمدينة الى مراكز ومستشفيات الحجر الصحي في وقت يفتقدون فيه لأبسط قواعد التعامل مع الفيروس.
ونشرت اللجنة الإدارية في مدينة انطاليا وفق ما بثته احوال تركية تقريرا على مواقع الانترنت جاء فيه "لقد صدر قرار بتفويض قائم مقام البلدات في تكليف أفراد الأمن الخاص والعاملين المساعدين في مديريات التعليم على مستوى المدينة بمهام لدى المؤسسات والهيئات الطبية حسب الحاجة".
وحذرت عاملات في احد المدارس بالمدينة من الخطة التي تنتهجها حكومة حزب العدالة والتنمية وذلك في تصريح لجريدة "جمهوريت" المعارضة حيث وصفوا تلك السياسات بانها اشبه بالقتل العمد.

الشعب التركي متخوف من اجراءات الحكومة
الشعب التركي متخوف من اجراءات الحكومة

وتؤكد العاملات انهن لم يحصلن على تدريبات في هذا المجال خاصة وان من بينهن مريضات بالربو وضيق التنفس وان الإصابة بالفيروس سيؤدي حتما الى وفاتهن.
ولا تزال الحكومة تتجاهل دعوة المعارضة لإعادة 15 ألف موظف في القطاع الصحي فصلوا بسبب تهم المشاركة في الانقلاب الفاشل على الرئيس اردوغان سنة 2016.
وحذر اطباء وخبراء في الصحة من كارثة صحية حقيقية سيتعرض لها الشعب التركي بسبب تساهل الحكومة مع إجراءات مواجهة الوباء منذ بداية انتشاره.
ولجأت السلطات الى خطوات متاخرة لمحاصرة الوباء في القرى والبلدات النائية على غرار وضع39  منطقة سكنية قيد الحجر الصحي اعتبارا من الاثنين من أجل احتواء تفشي فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة 131 شخصا في البلاد.
وقالت وزارة الداخلية في بيان إن الحجر الصحي فُرض على مدينة وست ضواحي و28 قرية وأربعة تجمعات سكنية أصغر بعد أن تصاعد عدد الوفيات والاصابات نتيجة الوباء.

وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن عدد وفيات فيروس كورونا في تركيا زادت 37 حالة اليوم الاثنين لتصل إلى 168 حالة وإن عدد حالات الإصابة المؤكدة زاد 1610 حالات إلى 10827 حالة.

وتماثل للشفاء نحو 162 مريضا حتى الآن.

وقال الوزير على تويتر إن تركيا أجرت 11535 اختبارا اليوم الاثنين، وهو أعلى مستوى منذ بدء تفشي المرض، ليصل إجمالي عدد الاختبارات في البلاد إلى 76981 منذ بدء تفشي الجائحة.

ورغم حالة الهلع بين المواطنين وخبراء الصحة لا تزال السلطات التركية تهون من حجم الأزمة وتأكد قدرتها على مواجهة الوباء عبر نظام صحي وصفه  رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألتون بانه قوي وفعال.