سلم قلبك لله

سعاد محمد تناقش في كتابها إحدى العبادات الربانيه والتى غفل عنها الكثيرون، وبعص الرسائل الروحانية  لتحفيز الذات وتخطي العقبات.
هناك تسعة وتسعون اسمًا له جلَّ جلاله، إلّا أن لفظ الجلالة الله له يقين داخلي سهل، يُستصاغ على لسان الكبير والصغير
في قوله عز وجل: "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" يحفظنا القوي من أولى خطوات الاكتئاب

القاهرة ـ بعد نجاح كتابها "حي على الفلاح" تعود من جديد الكاتبه سعاد محمد بكتاب "سلمتك قلبي" وتناقش الكاتبة فيه إحدى العبادات الربانيه والتى غفل عنها الكثيرون، وبعص الرسائل الروحانية  لتحفيز الذات وتخطي العقبات.
الكتاب من إصدار "زحمة كتاب" للنشر بالقاهرة، وقد ذكرت الكاتبة في مقدمة كتابها هذه الكلمات
"الله لفظ الجلالة، لا ينطق به إنسان إلَّا مَن آمن بوجوده، لا يتفوه به فرد، إلّا من استشعر معناه. هناك تسعة وتسعون اسمًا له جلَّ جلاله، إلّا أن لفظ الجلالة الله له يقين داخلي سهل، يُستصاغ على لسان الكبير والصغير، الصحيح والعليل الشقي والسعيد. حين ننادي بكل شوقٍ ورجاءٍ ولُجُوءٍ للعون، فيعلو صوتنا يا ألله يا ألله، فهو جلَّ جلاله، يحب ذلك النداء، ويحب عبده إذا تقرّب إليه فإن فعل فاجأه، بجميل عطائه. فالدنيا متاحةٌ للجميع للمؤمن والكافر على حدٍّ سواء، ولكن الدّين يُمنح فقط لمن أحبه العزيز، فأعزه بهبة إلهية لا ينالها غيره.
فيدلنا البارئ بكل كلمات التقرب والدخول في معيته بل والمليئة بكل أساليب تخطي العقبات، وحل أزماتنا الدنيوية. قوله عز وجل "ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا" يعلم العَفُوّ أننا نخطئ وننسى، فيدلنا على الحل بأن نطلب منه العفو.
وفي قوله عز وجل: "ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به" يحفظنا القوي من أولى خطوات الاكتئاب، فحين نلح في الدعاء بألا نتحمل فوق طاقتنا من البلاء والهم، يضمن لنا  القيوم عدم الوقوع في براثن مرض الإحباط والخذلا. وغيرها من الآيات العظيمة لو تَمَعَّنَّا في معانيها، نجد كل الحلول
ونمتلك الطمأنينة.
وقال عز وجل في تتمة هذا الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به". رواه البخاري.
فينادينا العلي الجليل إلى التقرب، لنستشعر فيض الحياة ولنتزود بكنوز الدنيا والآخرة. والمؤمن يَملأ رحاله بقدر هذا الحب.
قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: إذا تقرب العبد إليّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإذا تقرب إليّ ذراعًا تقربت منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه البخاري. فانظر إلى راحلتك التي تسير بها إلى نهاية المطاف، وتمعّن بالنظر فيها بقلبك.
أكد ابن قيم الجوزية أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطنَ عديدةٍ عند أخذه المضجع عند انتباهه من النوم عند دخوله في الصلاة، عند الشدائد والأهوال. فإذا وجدت نفسك ذاكرًا لله في تلك المواضع كلها، تتحسسها بقلبك وعقلك، بل تعيشها بكيانك كله فأنت في بداية الصلة الربانية.
والصلة الربانية أو المعية الإلهية هي أصل علوم التنمية البشرية كلها أَوَ لَيْسَ الغرض الأساسي من أساليب التحفيز الذاتي كلها هو قدرة الفرد على تخطي العقبات في الحياة، والعيش في سعادة واطمئنان! أوليس أهداف التنمية البشرية، هي الوصول بالفرد إلى الإنجاز والنجاح!
ألم تكن خطوات التنمية الذاتية كلها في حد ذاتها قائمة على الإيمان واليقين؟ إذن فالتسليم القلبي والدخول في معية الله، هي أصل تلك العلوم التربوية، فما كل تلك العلوم البشرية إلا أوراقٌ في شجرة المعية الإلهية.