عمليات انتقام جنوب طرابلس على أعين حكومة السراج

أعمال نهب وتدمير ممتلكات في ترهونة والأصابعة بعد دخولهما تحت سيطرة الفصائل التابعة للوفاق.
الأمم المتحدة: أفعال عقاب وانتقام تهدد بتآكل النسيج الاجتماعي الليبي
هيومان رايتس ووتش تطالب بإجراء عاجل لوقف 'جرائم الانتقام' في ترهونة والاصابعة
16 ألف شخص تشردوا خلال الأيام القليلة الماضية في طرابلس

القاهرة - افادت تقارير ومشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي عن عمليات انتقامية تمثلت بنهب وتدمير ممتلكات في بلدتي ترهونة والاصابعة اللتين سيطرت عليهما الفصائل التابعة لحكومة فائز السراج المدعومة عسكريا من تركيا.
وسيطرت قوات حكومة الوفاق الخميس على ترهونة في اطار المواجهة العسكرية المستمرة منذ 14 شهرا مع قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر على العاصمة.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا في بيان إن أكثر من 16 ألف شخص شردوا في الأيام القليلة الماضية في ترهونة وجنوبي طرابلس.
وقال البيان ان "التقارير عن اكتشاف عدد من الجثث في المستشفى في ترهونة مزعجة للغاية".
وأضافت البعثة "تلقينا عدة تقارير عن نهب وتدمير ممتلكات عامة وخاصة في ترهونة والأصابعة والتي تبدو في بعض الحالات أفعال عقاب وانتقام تهدد بتآكل النسيج الاجتماعي الليبي".
والأصابعة هي بلدة أخرى إلى الجنوب من طرابلس سيطرت عليها قوات حكومة الوفاق بعد تبادل السيطرة عليها عدة مرات مع الجيش الوطني.
ودعت الامم المتحدة سلطات طرابلس إلى ان تفتح فورا تحقيقا حياديا في المسألة.
وقالت حنان صلاح الباحثة في هيومن رايتس ووتش "يتعين على حكومة الوفاق الوطني اتخاذ خطوات عاجلة لوقف جرائم الانتقام في ترهونة".
وتتحرك قوات الوفاق ببطء نحو سرت المدينة الاستراتيجية باتجاه الشرق ومنشآت النفط الرئيسية في البلاد التي لا تزال تحت سيطرة الجيش الوطني.
وسرت هي مسقط الزعيم الراحل معمر القذافي قبل أن تتحول معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية. وتبعد 450 كلم شرق طرابلس وكانت قوات حكومة الوفاق سيطرت عليها العام 2016 وفي مقدمها كتائب مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) قبل أن يسيطر عليها الجيش الوطني في كانون الثاني/يناير الفائت.
وتمكن الجيش الوطني حينها من السيطرة على المدينة الساحلية من دون معارك تذكر. ورحب سكان سرت بقواته، مبدين ارتياحهم الى رحيل مقاتلي مصراتة، المدينة التي اضطلعت بدور رئيسي في الثورة على نظام القذافي العام 2011.
 وتجاوب المشير حفتر السبت مع دعوة لوقف اطلاق النار وجهتها القاهرة بعد لقائه احد ابرز الداعمين له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
والمبادرة التي سميت إعلان القاهرة تدعو الى "احترام كافة الجهود والمبادرات من خلال وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة السادسة صباح 8 يونيو(حزيران) 2020، وإلزام الجهات الأجنبية باخراج المرتزقة الاجانب من كافة الأراضي الليبية"، لكنها لم تلق حتى الان أي صدى ايجابي في طرابلس.
وتتدخل تركيا مباشرة في الصراع الليبي الى جانب حكومة السراج وارسلت الافا من العسكريين والمرتزقة الى هذا البلد الذي يشهد انقسامات ونزاعات منذ 2011.