العمل عن بعد يعيد الزخم للكمبيوتر الشخصي

تهافت الشركات والأفراد في العالم على استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية من أجل العمل من المنزل والتعليم الإلكتروني في زمن كورونا.
أجهزة الكمبيوتر الشخصية تعود إلى صلب مروحة المنتجات في مجال المعلوماتية

واشنطن – بعد التفشي السريع لفيروس كورونا المستجد واضطرار كثيرين للعمل من المنزل طوال أسابيع، تهافتت الشركات والأفراد في العالم على استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية ما أعاد الزخم إلى هذه المنتجات بعدما طغت عليها تكنولوجيا الأجهزة المحمولة لا سيما الهواتف الذكية.
وبيّنت أرقام نشرها معهدا "غارنر" و"إنترناشونال داتا كوربوريشن" (آي دي سي) أن عمليات تسليم أجهزة الكمبيوتر الشخصية والمحمولة المخصصة للعمل ازدادت في الربع الثاني من العام بعد تجاوز الصعوبات في سلسلة الإمداد جراء وباء كوفيد-19.
وقال مسؤول البحوث في وحدة رصد الأجهزة المحمولة لدى "آي دي سي" جيتيش أوبراني إن "الطلب القوي بفعل العمل من المنزل والتعليم الإلكتروني تخطى التوقعات وأعاد أجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى صلب مروحة المنتجات في مجال المعلوماتية.
وأضاف "يبقى علينا تحديد ما إذا كان الطلب ومعدل الاستخدام المرتفع سيستمران خلال فترة الركود وفي عالم ما بعد الوباء مع إعادة فتح المدارس ومواقع العمل".
وأشارت "آي دي سي" إلى أن عمليات توصيل أجهزة الكمبيوتر الشخصية ازدادت بنسبة 11,2% إلى 72,3 مليون وحدة في الربع الثاني من 2020 مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي. أما معهد "غارنر" فقد سجل ازديادا بنسبة لم تتعد 2,8% مع 64,8 مليون وحدة.
ويعود الفرق الكبير بين أرقام المجموعتين إلى اختلاف أساليب الحساب.

تكنولوجيا الهواتف الذكية
تكنولوجيا الهواتف الذكية طغت على الكمبيوتر الشخصي

وجاء في استطلاع للرأي أجرته شركة الوساطة العقارية "كوشمان أند واكفيلد" في نيسان/أبريل وشمل 300 شركة في العالم أن 89% منها ستواصل الاعتماد على العمل عن بعد حتى بعد انتهاء الجائحة.
فهل انتهى زمن أبراج المكاتب الشاهقة؟ مع انتشار العمل عن بعد بسبب وباء كوفيد-19 باتت الشركات ترى في هذه الطريقة إمكانية للاقتصاد في النفقات ما قد يغير بيئة العمل بشكل عميق
منذ بدء إجراءات العزل المنزلي، فرغت أحياء الأعمال من روادها مع انطباع بدنوّ نهاية العالم، كما الحال في حي كاناري وارف شرق لندن ولاديفانس في ضاحية الباريسية الغربية.
ومع استئناف العمل والمعضلات المرافقة لذلك، بات مصير هذه الأحياء على المحك ومعها ناطحات السحاب والأبراج الأخرى المنتشرة فيها التي ترمز إلى الرأسمالية الحديثة وقوة الشركات المتعددة الجنسيات.
يرى جيس ستالي رئيس مصرف "باركليز" البريطاني الذي يملك مقرا ضخما وفخما في كاناري وارف أن "وضع سبعة آلاف شخص في مبنى واحد، قد يكون أمرا أصبح من الماضي. فنحن نجد سبلا للعمل عن بعد لفترة طويلة"
وهو يعبر بذلك عن موقف الكثير من رؤساء المجموعات الكبيرة الذين أدركوا نجاح العمل عن بعد خلال انتشار الوباء.
وتوقع أليكس هام المدير العام في شرطة الوساطة المالية اللندنية "نوميس سكيورتيز" في تصريح لصحيفة "ذي تلغراف"، "ألا يعود الوضع إلى طبيعته" مؤكدا أن التوجه إلى المكتب من الاثنين إلى الجمعة "لن يعود بكل بساطة".
وتشير كلير ليونيت وبياته بادوف من جامعة وارويك (وسط إنكلترا) إلى مزايا العمل عن بعد مثل الاقتصاد في النفقات فضلا عن خفض التغيب عن العمل.