
تركيا تكثف انتهاكاتها الصارخة شرق المتوسط
اسطنبول – أعلنت السلطات التركية الاثنين عن بدء التنقيب عن المحروقات في البحر الأسود، في أحدث خطوة من شأنها تعمق الخلاف مع أوروبا واليونان بخصوص ملكية الثروات الطبيعية شرق البحر المتوسط، فيما تستمر أنقرة في انتهاكاتها الصارخة بالمياه الدولية متجاهلة كل التحذيرات.
وقال وزير الطاقة التركي فاتح دونميز إن السفينة فاتح التركية بدأت التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود للمرة الأولى.
وأضاف دونميز على تويتر أن السفينة بدأت التنقيب في المنطقة تونا-1. ووفقا لبيانات رفينيتيف أيكون، رُصدت السفينة فاتح على بعد حوالي 100 ميل بحري شمالي منطقة زونجولداك التركية المطلة على البحر الأسود. وكتب دونميز "إذا كان هناك أي شيء، فسوف نجده بالتأكيد".
وفي وقت سابق نقبت السفينة فاتح في شرق البحر المتوسط. وتواصل سفينة الحفر التركية الأخرى ياووز عمليات تنقيب حول جزيرة قبرص. ومن المتوقع أن تبدأ سفينة حفر ثالثة اشترتها تركيا العمل هذا العام.
وأنقرة على خلاف مع دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة قبرص واليونان، بخصوص ملكية الموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط. واكتشفت حكومة قبرص المعترف بها دوليا الغاز البحري في 2011.
وتقول تركيا التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع حكومة قبرص، إن بعض المناطق التي تُجري فيها نيقوسيا عملياتها هي إما ضمن الجرف القاري التركي أو في مناطق لدولة القبارصة الأتراك الانفصالية حقوق في أي اكتشافات بها.
وحذرت اليونان أمس الأحد مما أسمته "عدوانا متصاعدا من جانب تركيا في ظل التحركات التركية المشبوهة في المتوسط، ما أثار قلقا أوروبيا متزايدا.
وقال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، إن بلاده "تواجه عدوانا متصاعدا من جانب تركيا، في انتهاك كامل للقانون الدولي وقانون البحار الدولي وعلاقات حسن الجوار".
وأضاف دنياس في تصريحات وردت على موقع وزارة الخارجية اليونانية، إن تركيا "أصبحت، وللأسف، عاملا مزعزعا للاستقرار عبر شرق البحر الأبيض المتوسط".
ووصف الوزير اليوناني إلى جانب انتهاكات تركيا في مياه المتوسط قرار تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، بأنه خطوة تركية جديدة أقدمت من خلالها أنقرة على تحدي المجتمع الدولي برمته، فيما يقف المجتمع الدولي ساكنا دون اتخاذ أي قرارات صارمة لكبح الانتهاكات التركية.
وأكد دنياس جاهزية بلاده "بكل ما يلزم" لحماية سيادتها في ظل الانتهاكات التركية شرق المتوسط، وأن "اليونان تحمي نفسها بأسلوب من الرصانة في مواجهة هذه التطورات، مشيرا إلى أن أثينا تعزز تحالفاتها في المنطقة الأوسع من المتوسط إلى الخليج، وتعميق علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن.

والعلاقات بين اليونان وتركيا حساسة تقليديا، واتهمت أثينا جارتها في السنوات الأخيرة بالسماح لعشرات آلاف اللاجئين بالوصول إلى الجزر اليونانية، فضلا عن التوتر المتصاعد بشأن انتهاك تركيا بالتنقيب عن النفط قبالة المياه القبرصية.
وأعربت دول الاتحاد الأوروبي بالإجماع خلال انعقاد مجلس وزراء خارجية التكتل الأخير، عن إدان جماعية للاستفزازات التركية.
وطالبت اليونان وفرنسا وقبرص خلال القمة الأوروبية المنعقدة الجمعة الماضي في بروسكل، بعقوبات صارمة لكبح الانتهاكات التركية في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكيس ميتسوتاكيس بشأن الأنشطة التركية شرق المتوسط، "لا يمكن للاتحاد الأوروبي الصمت أمام انتهاك تركيا سيادة دوليتين عضويتين بالاتحاد الأوربي"، في إشارة إلى بلده وقبرص.
ودعا ميتسوتاكيس دول الاتحاد الأوروبي لإعداد لائحة بعقوبات شديدة ضد تركيا لكبح سياساتها الاستفزازية والغير مشروعة في المنطقة.
ويسير التوتر بين تركيا واليونان مؤخرا نحو التفاقم بسبب الخلافات حول حقوق التنقيب عن الغاز والنفط في بحر إيجه شرق المتوسط وقضايا سياسية أخرى كملف الهجرة، فضلا عن النزاع على جزيرة قبرص.
من جهته قال الرئيس القبرصي نيكوس أنستسيادس "على الاتحاد الأوروبي اتخاذ عقوبات جماعية للرد على الانتهاكات التركية الصارخة للقانون الدولي بما يهدد مصالح الدول الأوروبية".
والأربعاء حذر برلماني أوروبي بارز من التهديدات الأوروبية شديدة الخطورة في المنطقة وخاصة في ليبيا، داعيا دول التكتل إلى التصدي لأطماع أنقرة في شرق المتوسط.
وقال كوستاس مافريدس في مقابلة مع 'سكاي نيوز' إن "تركيا تلعب دورا شديد الخطورة في ليبيا، وطالب بضرورة فرض عقوبات على أنقرة بسبب خرقها حظر السلاح على ليبيا وتقديمها دعما للتنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن التدخلات التركية في وسوريا وليبيا تشكل تهديدا يتربص بالأمن الدولي، ما يستوجب تحركا أوروبيا عاجلا.