نتفليكس ترفض الانصياع للرقابة في تركيا في مسلسل 'إيف أونلي'

المجموعة العملاقة للبث التدفقي تلغي تصوير مسلسل في تركيا بعد جدل بسبب شخصية مثلية وسط تكهنات قوية بتعمد الحكومة عبر مشروع قانون الحد من قدرة الناشطين المثليين على التعبير عن آرائهم عبر الإنترنت.
مشروع قانون أمام البرلمان التركي لتعزيز الرقابة على وسائل التواصل
تزايد التصريحات الرافضة للمثليين من مسؤولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكومة التركية

واشنطن - ألغت مجموعة "نتفليكس" العملاقة للبث التدفقي إنتاج مسلسل في تركيا يصوّر شخصية مثلية جنسيا، بعد عدم منح الحكومة الإذن اللازم للتصوير، على ما أعلنت كاتبة سيناريو العمل الثلاثاء.
وأكدت كاتبة السيناريو ايس يورنش معلومات صحافية عن إلغاء تصوير مسلسل "إيف أونلي".
وكانت يونش قالت الأحد لمجلة "ألتيازي فاسيكول" الثقافية الأحد إن السلطات المعنية "لم تمنح الإذن بتصوير المسلسل لأنه يصوّر شخصية مثلية وهذا الأمر يثير خوفا كبيرا على المستقبل".
ولفتت المجلة إلى أن "نتفليكس" رفضت الانصياع لطلب المجلس الأعلى للإعلام المرئي والمسموع في تركيا الاستغناء عن الشخصية المثلية من السيناريو، وآثرت إلغاء المشروع تماما بدل الخضوع للرقابة.
ويأتي هذا الجدل في ظل تزايد التصريحات المناوئة للمثليين من مسؤولين ووسائل إعلامية مقربة من الحكومة التركية.
ففي نيسان/أبريل، وصف رئيس مديرية الشؤون الدينية علي إرباش المثلية الجنسية بأنها مرض. كذلك وُجهت دعوات لمقاطعة شركة "ديكاتلون" الفرنسية للمنتجات الرياضية الشهر الماضي في تركيا بسبب نشرها رسائل دعم للمثليين.
وقُدم مشروع قانون أمام البرلمان التركي الثلاثاء من شأنه تعزيز الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويرى مراقبون أن القانون المستقبلي سيتيح للحكومة أيضا الحد من قدرة الناشطين المثليين على التعبير عن آرائهم عبر الإنترنت.
وتركيا هي من البلدان المسلمة القليلة التي لا تجرّم قوانينها المثلية الجنسية، غير أن مظاهر معاداة المثليين والمتحولين جنسيا منتشرة على نطاق واسع في البلاد.
وتنفتح "نتفليكس" على السينما العالمية وتسعى الى توسيع نفوذها الفني في مناطق مختلفة من العالم بفضل جودة مضامينها وخدماتها.
واستقطبت الشبكة العملاقة في مجال البث التدفقي 10,1 ملايين مشترك جديد في الربع الثاني من العام، غير أنها توقعت تباطؤا في النمو خلال الربع الثالث بفعل تخفيف القيود المرتبطة بوباء كوفيد-19.
ومنذ مطلع العام الجاري، جذبت المنصة في المجموع أكثر من 26 مليون مشترك جديد في خدماتها المدفوعة خصوصا بفضل مضامينها المنوعة المؤلفة من آلاف الساعات من البرمجة، في مرحلة أرغم وباء كوفيد-19 خلالها الملايين على ملازمة منازلهم.
ويوازي هذا الرقم تقريبا عدد المشتركين الجدد لسنة 2019 برمّتها والذي بلغ 28 مليونا، بحسب نتفليكس التي باتت تعد 192,95 مليون مشترك.
غير أن الشركة أشارت إلى أن "النمو يشهد كما هو متوقع تباطؤا بموازاة تراجع وطأة الصدمة الأساسية لكوفيد-19 على المستهلكين وتخفيف القيود"، متوقعة ألا يتخطى عدد المشتركين الجدد في الربع الثالث الـ2,5 مليون.
وسجل صافي أرباح "نتفليكس" ارتفاعا فاق الضعف في الربع الثاني ليصل إلى 720 مليون دولار. كذلك ازداد رقم أعمالها بنسبة 25% ليسجل 6,15 مليارات دولار، أي أكثر بقليل من المتوقع (6,08 مليارات).
وأشارت المجموعة إلى أنها ستستأنف "بهدوء إنتاج المضامين في العالم، مع مشاريع خصوصا في آسيا وبعض البلدان الأوروبية.