الامارات واليونان توجهان رسالة قوية لتركيا بتدريبات مشتركة

الإمارات سترسل مقاتلات من طراز 'اف 16' للمشاركة في تدريب عسكري مع القوات الجوية اليونانية بعد فترة من تهديدات وجها خلوصي اكار استهدفت ابوظبي واثينا.
الامارات تحتفظ بعلاقات اقتصادية هامة مع اليونان
التعاون العسكري الاماراتي اليوناني ياتي تزامنا مع تقارب بين القاهرة واثينا في مواجهة تركيا

ابوظبي - تجد تركيا نفسها في وضع اقليمي ودولي صعب بعد ان تورطت قيادتها في عداء عدد كبير من الدول سواء المحيطة بها جغرافيا او التي كانت تربطها بها علاقات طبيعية من اجل تحقيق اطماع يبدو انها لا تزال بعيدة المنال.
وساهمت سياسات اردوغان الصدامية سواء في منطقة الشرق الاوسط او في شرق المتوسط وشمال افريقيا في تقارب بين عدد من الدول المستاءة والمتضررة من التهديدات التركية.
وفي خضم هذه التطورات الجيوسياسية في المنطقة ياتي التقارب الإماراتي اليوناني في عدة مجالات من بينها العسكرية لمواجهة التحديات التي تمثلها تركيا المصرة على انتهاك القوانين الدولية في ملفات مثل ليبيا والعراق وسوريا.
ووفق ما أفاد مصدر عسكري يوناني انه من المنتظر ان ترسل دولة الإمارات إلى اليونان مقاتلات من طراز "اف 16" للمشاركة في تدريب عسكري مع القوات الجوية اليونانية من المقرر أن يجري الأسبوع المقبل.
وقال المصدر من دون كشف اسمه إن الطائرات الإماراتية ستُرسل إلى قاعدة على جزيرة كريت (جنوب). مؤكدا أن هذا التدريب يندرج "في إطار التعاون بين وزارات الدفاع والخارجية في البلدين". 
وفي يونيو/تموز ناقش محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع مع نيكولاس باناجيوتوبولوس وزير الدفاع اليوناني، تعزيز علاقات التعاون الدفاعي والعسكري المشترك بين البلدين.
وينسق البلدان بشكل وثيق على الصعيد الاقتصادي كذلك حيث طورت الإمارات من دعمها الاقتصادي لليونان من خلال عقد شراكات اقتصادية واستراتيجية ودعم الانشطة السياحية عبر تطوير الاستثمار اضافة الى نمو التبادل التجاري.
وفي 2014 اطلقت الامارات مشروعا استثماريا تمثل في تطوير أرض المطار القديم في العاصمة أثينا، بكلفة إجمالية تتجاوز سبعة مليارات يورو .
وأعلن وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس الجمعة في تغريدة أنه تحدث عبر الهاتف الى نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بشأن التعاون الثنائي والمسائل الإقليمية والوضع في شرق البحر المتوسط.
وتفاقم التوتر في منطقة شرق المتوسط من جديد في الأسابيع الأخيرة بعد حملة تنقيب عن حقول غاز تجريها تركيا في مناطق بحرية تتنازعها مع اليونان.

تركيا هددت القطع البحرية اليونانية شرق المتوسط في تصعيد خطير
تركيا هددت القطع البحرية اليونانية شرق المتوسط في تصعيد خطير

وتسعى الإمارات لتدعيم شراكتها العسكرية مع اليونان وذلك بعد التهديدات التي وجهها وزير الدفاع التركي خلوصي اكار الذي هدد الشهر الماضي باستهداف الإمارات ومحاسبتها وذلك عقب الجهود الإماراتية في الدفاع عن الامن القومي العربي من الهيمنة الأجنبية واصرار ابوظبي على مواجهة كل التدخلات الإقليمية الراغبة في رهن السيادة الوطنية لعدد من الدول العربية.
كما ياتي هذا التعاون العسكري في ظل تعاون مماثل بين اثينا والقاهرة لمواجهة التهديدات التركية شرق المتوسط.
والاسبوع الجاري وافق مجلس النواب المصري، الثلاثاء في جلسته العامة، بشكل نهائي على الاتفاق المبرم بين مصر واليونان بشأن ترسيم الحدود البحرية والذي أثار حفيظة تركيا مؤخرا.
ووقعت القاهرة وأثينا في السادس من آب/أغسطس اتفاقا لترسيم حدودهما البحرية في وقت تشهد فيه مصر توترات شديدة مع تركيا حول استكشاف الموارد الطبيعية في شرق المتوسط.
وأعلنت تركيا رفضها لهذه الاتفاقية ثم سارعت على إثر ذلك لنشر سفينة تنقيب في منطقة قريبة من الساحل الجنوبي الغربي لقبرص وهو التحرك الذي من شأنه تأجيج التوترات مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في شرق البحر المتوسط.
ونهاية 2019 استغلت تركيا الأزمة السياسية في ليبيا وسارعت لابرام اتفاقية مثيرة للجدل مع حكومة الوفاق ومقرها في طرابلس، تجيز لأنقرة الوصول إلى منطقة واسعة في شرق المتوسط حيث تم في السنوات الماضية اكتشاف حقول كبيرة من النفط والغاز.
واحتجت كل من مصر واليونان وقبرص ودول أوروبية وإقليمية أخرى بشدة على هذا الاتفاق التي اعتبرته غير شرعي ويرمي إلى فرض هيمنة تركية في المنطقة.
وتدعم الإمارات الموقف المصري واليوناني والقبرصي في مواجهة تركيا ما جعلها عرضة لانتقادت الرئيس رجب طيب اردوغان.