اردوغان مُصر على انتهاك المجال البحري لليونان

الرئيس التركي يؤكد ان بلاده لن تتراجع عن مواقعها في شرق المتوسط وانها ستواصل عمليات التنقيب في حين تؤكد اثينا انها ستدافع عن حقوقها وسيادتها البحرية.
وساطة ألمانية بين أثينا وأنقرة مع إعلانهما تدريبات عسكرية في شرق المتوسط
اردوغان يهاجم بايدن بعد ان انتقد السياسات التركية في المنطقة

أنقرة - واصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان توجيه تهديدات لليونان على خلفية إصراره على عمليات التنقيب شرق المتوسط رغم الانتقادات الدولية.
وقال أردوغان الاثنين إن البحرية التركية لن تتراجع عن مواقعها في شرق البحر المتوسط بينما "تنشر (اليونان)الفوضى" هناك.
وأرسلت الدولتان فرقاطات وسط حرب كلامية متصاعدة بسبب مطالب متعارضة بالأحقية في موارد الطاقة.
وأضاف أردوغان في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء "الذين يلقون باليونان أمام البحرية التركية لن يقفوا وراءهم". مضيفا "أنه ليس لأثينا الحق في بث إرشادات ملاحية تُعرف باسم نافتكس في المناطق التي تطالب بها أنقرة.
وقال "اليونان أعلنت إرشادات ملاحية خاصة بها بشكل غير قانوني وبأسلوب فج.. بهذا الموقف تنشر اليونان فوضى لن تستطيع الإفلات منها".
والتهديدات التي يمارسها اردوغان ضد اليونان تثير غضب الاتحاد الاوروبي وسط مطالبات بوضع حد لممارسات انقرة وضربها عرض الحائط كل القرارات الدولية الرافضة لعمليات التنقيب غير المشروعة.
ومددت تركيا مهمة التنقيب التي تقوم بها سفينة المسح عروج ريس في منطقة متنازع عليها بشرق البحر المتوسط حتى 27 أغسطس/آب لتؤجج بذلك التوتر في المنطقة. ووصفت أثينا عملية المسح تلك بأنها غير قانونية.
وقال ستيليوس بيتساس المتحدث باسم الحكومة اليونانية للصحفيين الاثنين إن اليونان أصدرت إرشادات ملاحية تنتهي أيضا في 27 أغسطس/آب.
وأضاف "اليونان ترد بهدوء مع استعداد على الصعيدين الدبلوماسي والعملي. وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن حقوقها السيادية".
وتدور خلافات شديدة بين تركيا واليونان، العضوين في حلف شمال الأطلسي، بشأن السيادة على موارد النفط والغاز في المنطقة بناء على وجهات نظر متضاربة إزاء امتداد الجرف القاري لكل من الدولتين في المياه التي تنتشر فيها جزر معظمها يونانية.
من ناحية أخرى قالت وزارة الدفاع التركية إن تدريبات بحرية تضم سفنا من البحرية التركية وبحريات دول حليفة ستنعقد في شرق البحر المتوسط في 25 أغسطس آب.
وفي مواجهة الانتهاكات التركية وقعت مصر الشهر الجاري اتفاقا مع اليونان لترسيم الحدود البحرية للاستفادة من الثروات الموجودة في المنطقة الاقتصادية الخالصة بين الدولتين.

تركيا لا تهتم بالتحذيرات الاوروبية والاقليمية عبر مواصلة عمليات التنقيب
تركيا لا تهتم بالتحذيرات الاوروبية والاقليمية عبر مواصلة عمليات التنقيب

ومن المنتظر ان يتوجه وزير خارجية ألمانيا الثلاثاء إلى أثينا ثم إلى أنقرة بهدف تهدئة الموقف بين اليونان وتركيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت للصحافيين الاثنين "من الضروري أن تبقى ألمانيا في حوار مع الطرفين (لأن) الهدف هو أن تحل اليونان وتركيا خلافاتهما مباشرة".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية كريستوفر برغر أن "هذه الجهود (الوساطة) ضرورية" للتهدئة و"إيجاد حل للتوترات"، وعليه سيزور الوزير هايكو ماس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، العاصمتين الثلاثاء.
وسيلتقي ماس خصوصاً نظيره اليوناني نيكوس ديندياس وكذلك رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس قبل الاجتماع مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
وأضاف برغر "نخشى أن تستمر التوترات في التأثير على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وأن يكون لمزيد من التصعيد عواقب وخيمة".
وردا على سؤال عن زيارة الوزير الألماني لأثينا خلال مؤتمر صحافي الاثنين، قال المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس إن أي مبادرة تتخذها ألمانيا، بصفتها قوة عظمى في أوروبا، "ستكون ذات أهمية خاصة".
وتدارك "لكن يجب أن يكون محاوروها موثوقين. يجب أن تثبت تركيا مصداقيتها".
وفي اطار حديثه عن الملفات الخارجية انتقد اردوغان تصريحات المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن حول تركيا، مشيرا أن السياسية الأميركية "أسيرة عقلية مريضة".
وقال أردوغان "السياسة الأميركية أسيرة عقلية مريضة تفضل التعامل مع التنظيمات الإرهابية عوضا عن دولة القانون والديمقراطية".
ويقصد اردوغان بحديثه عن التنظيمات الارهابية العلاقة التي تربط واشنطن بالمجموعات الكردية في سوريا في وقت ترتبط فيه انقرة بعلاقات متميزة مع المجموعات الجهادية حيث ارسلت كثيرا من عناصرها للقتال في ليبيا الى جانب ميليشيات حكومة الوفاق.
وأضاف أن العقلية التي تتجاهل الهجمات الإرهابية على تركيا وتنتظر بفارغ الصبر نتيجة المحاولة الانقلابية وتحتضن جميع الانقلابيين بعد هزيمتهم، هي "عار على الديمقراطية".
وأشار أردوغان إلى أن المعارضة التركية، ركزت على سبب التأخر في تسليط الضوء على تصريحات بايدن بعد أشهر من إدلائه بها عوضا عن إبداء ردة فعل قوية ضدها.
وتداولت وسائل إعلام، قبل 10 أيام، تصريحات لجو بايدن أدلى بها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دعا فيها إلى التعاون مع المعارضة التركية "لإسقاط" الرئيس رجب طيب أردوغان.
ويريد اردوغان ان يجعل من نظامه ضحية وان حكمه مستهدف من قبل بايدن في محاولة لكسب تعاطف داخلي صعب المنال.